قال الأديب الجزائري عبد الوهاب بن منصور في تصريح لـ “الموعد اليومي”، “إن الحركة النقدية في الجزائر لم تعد تواكب الحركة الأدبية، وبروز أسماء روائيين مهمين في الساحة الجزائرية لم يواكبه ظهور نقاد مهمين بالموازاة، غير أن هذا لا يعني الغياب التام للنقد، فبعض النقاد يشقون طريقهم بهدوء وفي صراع شديد مع بعض من لا يرغبون في النقد العلمي البناء ولا يتقبلونه، وهذا خصيصا ما يعرقل الحركة النقدية والأدبية على حد سواء، إذ ليس بالأمر الهين قبول ناقد لا يعترف باسم أدبي كبير، والعكس صحيح”.
وأضاف بن منصور “أن الصراع بين الأدباء والنقاد ميزة تعرفها الجزائر بامتياز، وهي ليست صراعات قائمة حول أفكار أو إيديولوجيات بقدر ما هي صراعات مبنية على المنفعة والمصلحة، وللأسف ما تزال أعداد كبيرة من الأدباء والروائيين الجزائريين الذين لم يلتفت إليهم أحد بعد، هناك الكثير من الأسماء الروائية الكبيرة على غرار الطاهر وطار وبوجدرة.. لكن الرواية الجزائرية عرفت روائيين آخرين لا يقلون أهمية، وأنا هنا لا أحاول الانتقاص من هذين الاسمين ولكنني أسعى للفت النظر إلى كتاب آخرين ممتعين، على غرار محمد ديب مثلا، فهو روائي عالمي بامتياز لكنه كان يكتب بلغة غير العربية، والرواية الجزائرية لن تتوقف مع بوجدرة والطاهر وطار رغم أنهما خدما الأدب الجزائري أيما خدمة وضحيا في سبيله، فالجزائر تنبئ بمستقبل زاخر بأسماء أدبية جزائرية ستكون لها بصمتها في الأدب الجزائري سواء كتبت باللغة العربية أو بالفرنسية”.
واعترض الكاتب على اقتصار الرواية الجزائرية على بعض الأسماء الحالية، حيث قال: “لا يمكن حصر حركة الجزائر الأدبية في اسمين فحسب، فهناك في الجزائر أسماء أدبية أهم من أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج، وهذا ما أراه شخصيا ولا ألزم به أحدا، إذ لا يعقل أن نتجاهل ياسمينة خضرا مثلا وبوعلام صنصال وآخرين يكتبون بالعربية لكنهم لا يملكون الطرق والوسائل اللازمة للترويج لأعمالهم، فهذه الأسماء تكتب في هدوء وصمت ولا تعتمد على المحسوبية”.