أكد البروفيسور سفيان لوصيف، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة سطيف 2، في تصريح خص به الموعد اليومي، أن الندوة التي نظمها جامع الجزائر الأعظم حول “مجازر 8 ماي 1945 بين الشهادة والوفاء”، شكلت محطة بالغة الأهمية لإحياء ذاكرة وطنية لا تزال جراحها مفتوحة رغم مرور ثمانية عقود.
وأوضح البروفيسور، أنه خلال تقديمه لمداخلة بعنوان “الذاكرة الجريحة في أحداث 8 ماي 1945″، حاول أن يركز فيها على مشاهد التنكيل الوحشي الذي تعرض له المتظاهرون السلميون آنذاك، بما في ذلك عمليات الحرق أحياء، والقصف العشوائي، والإبادة الجماعية، والتنكيل بالجثث، مستعرضا شهادات حية لأشخاص ما زالوا على قيد الحياة رغم مرور 80 سنة على المجازر. وأشار إلى أن “الجرائم الاستعمارية لم تقتصر على مدن سطيف وخراطة وقالمة فقط كما هو شائع، بل شملت مناطق واسعة من الوطن، وهو ما تؤكده شهادات وحقائق موثقة حديثا”. وفي هذا السياق، كشف عن وثائق أرشيفية حصل عليها خلال زيارته الأخيرة لأرشيف إكس-أون-بروفانس بفرنسا في شهر أفريل الماضي، والتي تثبت أن امتدادات المجازر شملت مناطق من سوق أهراس شرقا إلى سعيدة غربا. وختم البروفيسور لوصيف تصريحه، بالتأكيد على أن “الذاكرة الوطنية لا يجب أن تنسى أو تختزل في بعض الأسماء والتواريخ، بل ينبغي أن تظل حاضرة بكل تفاصيلها، لتكون سلاحا في وجه محاولات تبييض وجه الاستعمار ومحو جرائمه من سجل التاريخ”.
محمد بوسلامة