صرح الشيخ يحيى صاري، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لـ”الموعد اليومي”، على هامش مشاركته في الفعالية التي احتضنتها جامعة الجزائر، بأن هذا اللقاء “ليس مجرد احتفال، بل هو وقفة وفاء وتذكير، وجسر يربط بين أجيال الجزائر: جيل صنع التاريخ وشهد على فظائع الاستعمار الفرنسي، وجيل الاستقلال، وجيل الشباب والأطفال الذين يشكلون مستقبل الوطن.
وأضاف الشيخ صاري: “شعرت اليوم وكأن الجزائر كلها قد اجتمعت بتاريخها وشهودها وأملها في أبنائها. لقد لمست في شبابنا روحا وطنية وثورية متجذرة، ترد على من يدعي أن التاريخ انقطع عند هذا الجيل. العكس هو الصحيح، فتمسكهم بذاكرتهم الجماعية يزداد يوما بعد يوم”. وأكد الشيخ أن الموضوع المحوري للقاء تمثل في التذكير بوحشية الاستعمار الفرنسي، خاصة من خلال تسليط الضوء على مجازر 8 ماي 1945، قائلا: “هذه المجازر لم تكن سوى محاولة بائسة من الاستعمار لإخضاع الشعب الجزائري وكسر روحه، لكنها أنتجت العكس تماما. لقد كانت الشرارة التي فجرت الوعي الوطني، وغرست في النفوس عزيمة الثورة والاستقلال”. وأوضح أن الشهادات الحية والمداخلات الأكاديمية خلال هذا اللقاء، أجمع أصحابها على أن تلك المجازر شكلت تحولا جذريا في نظرة الجزائريين إلى الاستعمار، وزعزعت أوهام من كانوا يظنون بإمكانية الإصلاح أو المساواة في ظل الاحتلال. وختم تصريحه بالتأكيد على أن “مجازر 8 ماي لم تنس، ولن تمحى من الذاكرة الوطنية، فهي التي مهدت لانطلاقة الثورة المباركة في فاتح نوفمبر 1954، وأكدت أن الجزائر شعب لا ينسى ولا يركع”.
محمد بوسلامة
