-
من مدرسة الموجات إلى تحرير الجزائر.. رحلة نضال لا تنسى
فتحت المجاهدة صليحة سقاي قلبها، في حديثها لـ”الموعد اليومي”، كاشفة عن تفاصيل عميقة ومؤثرة من مسيرتها النضالية خلال ثورة التحرير الجزائرية، حيث كانت شاهدة على لحظات الفرح والمعاناة، وعلى التضحيات الجسيمة التي قدمها المجاهدون والمجاهدات في سبيل استقلال الجزائر
كنت في مدرسة الموجات.. في قلب الثورة
واستهلت المجاهدة حديثها بالقول: “كنت في الصفوف الجنديات والشعب”، قبل أن تضيف أنها كانت في “مدرسة الموجات” على الحدود الجزائرية-التونسية، حيث عايشت تفاصيل الثورة بكل تفاصيلها، من أورا إلى الإنشالين والمغيس. كما وصفت المجاهدة لحظة تلقيهم خبر الاستقلال، قائلة: عندما تلقينا خبر عيد النصر أصبح الكل يصرخ ويرقص معبرة “اللي يضرب في البارود، واللي يبكي، واللي يحضن في خوه، واللي ما صدقش أن الحلم أصبح حقيقة” و أضافت “حينها قلت لنفسي: هذا ليس حلم هذا واقع صنعناه بالتضحيات”.
من النضال السري إلى العمل الفدائي
كما كشفت المجاهدة أنها كانت من الأولويات اللواتي دفعن الاشتراك، وبعدها أصبحت تكتب الرسائل السرية، حتى جاء اليوم الذي قيل لي فيه: الفدائيون بحاجة إليكِ… فقالت على بركة الله، لكني كنت دائما كنت أتمنى الصعود إلى الجبل، لكن لم يكتب لي ذلك، فواصلت عملي في السرية”. وتضيف: “عملت إلى جانب العديد من الفدائيين، مثل حملاوي، أحمد بن شابين، وأحمد قيقايا. كنت أكتب لهم الرسائل والبلاغات السرية، وأتولى إيصالها بطرق ملتوية لتجنب كشفها من قبل العدو”.
قسنطينة.. قلعة الفدائيين والنار تحت أقدام المحتل
كما تحدثت المجاهدة سقال، عن الأوضاع في قسنطينة، قائلة: كانت قسنطينة جهنم على المحتلين، الفدائيون لم يتوقفوا عن تنفيذ العمليات البطولية، من بينهم أبطال مثل الأغواط وبتيرمدان، الذين زرعوا الرعب في صفوف العدو”. وأضافت المجاهدة، أن حملاوي كان من أبرز الفدائيين الذين تركوا بصمة قوية، قاد عمليات جريئة أرهقت العدو، وكان رمزًا للبطولة والفداء”.
فرحة الاستقلال.. وعبء بناء الجزائر
أما عن يوم الاستقلال، قالت المجاهدة “فرحنا بالاستقلال، لكننا كنا نعلم أن العمل لم ينته، بل بدأنا معركة أخرى: معركة بناء الجزائر المستقلة. لم يكن لدينا الوقت للاحتفال طويلا، بل بدأنا العمل مباشرة لإعادة بناء الوطن”.
شهادة من قلب الثورة
كما يعكس حديث المجاهدة صليحة سقال، حجم التضحيات التي قدمها أبناء الجزائر في سبيل الحرية، بين الدموع والفرح، بين الخوف والصمود، سطّر المجاهدون والمجاهدات ملحمة ستظل محفورة في ذاكرة الوطن، تذكر الأجيال القادمة بأن الاستقلال لم يكن هدية، بل كان ثمرة كفاح طويل وشاق.
إيمان عبروس