يعتبر قطاع السياحة من أبرز القطاعات الاقتصادية الحيوية التي تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول، فهي ليست مجرد وسيلة لجذب الزوار واستكشاف الثقافات، بل أصبحت ركيزة أساسية في استراتيجيات الدول الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وخلق فرص العمل.
ويشهد قطاع السياحة في الجزائر، تطوراً ملحوظاً يعكس التوجه الحكومي نحو تحويل البلاد إلى وجهة سياحية عالمية، مع التحديات التي تواجه هذا القطاع، تبرز الحاجة إلى وضع استراتيجيات فعّالة لتحسين البنية التحتية، رفع مستوى الخدمات، وتعزيز تنافسية الوجهات السياحية الجزائرية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، كشف عبد الوهاب بولفخاد، رئيس الفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة في تصريح خص به الموعد اليومي، أن العمل بدأ مبكراً لتحضير موسم 2025 بعد تقييم مكثف لموسم 2024. وأوضح بولفخاد، أن اللقاء الأخير مع وزيرة السياحة والصناعات التقليدية، كان فرصة لاستعراض التحديات التي واجهت القطاع والبحث عن حلول مبتكرة لتحسين الخدمات السياحية. كما أشاد بتوجيهات الوزيرة التي حملت تحفيزات ودعماً واضحاً يعكس التوجه الحكومي نحو إعطاء أهمية كبرى لهذا القطاع الحيوي.
خطط طموحة ومشاريع تطويرية
وكشف بولفخاد، عن خطط طموحة لتطوير قدرات الإيواء السياحي في الجزائر، حيث يتمثل الهدف في مضاعفة الطاقة الاستيعابية الحالية من 150 ألف سرير إلى 450 ألف سرير خلال السنوات المقبلة، وذلك تماشياً مع رؤية رئيس الجمهورية لجعل السياحة أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. إلى جانب تحسين البنية التحتية، يتم التركيز أيضا على تطوير العنصر البشري من خلال برامج تكوين نوعية بالتعاون مع مؤسسات دولية، مثل المدارس العليا بالمملكة العربية السعودية، لضمان توفير كفاءات مؤهلة قادرة على تحسين جودة الخدمات.
التنسيق بين القطاعات وتسهيلات للسياح
وأشار بولفخاد، إلى أهمية التنسيق بين الوزارات المعنية، مثل وزارة النقل، وزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، لدعم البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية. كما أثنى على التسهيلات المقدمة للسياح، خاصة فيما يتعلق بإجراءات التأشيرات التي ساهمت في زيادة عدد الزوار الأجانب بشكل كبير، حيث تجاوزت بعض الولايات الساحلية حاجز 10 ملايين سائح في الموسم الماضي.
نحو موسم سياحي استثنائي
واختتم رئيس الفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة تصريحه، بالتأكيد على أن الجهود المبذولة تهدف إلى جعل الموسم الصيفي القادم حدثا مميزا يعكس جمال وتنوع الجزائر كوجهة سياحية عالمية. كما شدد على أن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي وسيلة أساسية لخلق الثروة وتقليص البطالة، داعيا الجميع إلى تحمل المسؤولية والعمل بروح الفريق لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال الواعد.
تغطية: إيمان عبروس