في رحاب السيرة النبوية.. فقد نصره الله

في رحاب السيرة النبوية.. فقد نصره الله

لقد حدثنا القرآن العظيم أن الله تعالى قد تكفل بحراسة رسوله، وتأييده بنصره، ومنعِ أعدائه من أن يصلوا إليه بكيد أو مكر أو خداع أو خيانة أو سوء، وقد دبروا كل ذلك، ولكن الله حال بينهم وبين ما يشتهون من بلوغ ما دبروه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟

– فمن حمايته تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام كما أخبر القرآن الكريم: أنه نجاه يوم الهجرة، حينما اتفقت قريش على قتله، فأرصدت على بابه ليلاً أحد عشر رجلاً ليقتلوه قتلة رجل واحد، ولكن الله أنقذه من مكرهم؛ فقد طمس الله على أبصار أولئك المترصدين حينما خرج رسول الله عليه الصلاة والسلام مخترقًا صفوفهم حتى مضى إلى سبيله سالمًا، وسمى الله تعالى هذا الإنجاء له نصراً منه تفضل به عليه، فقال تعالى” وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” الأنفال:30. وقال” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” التوبة:40.

– ومن حمايته له: أن الله كفاه خداع الخادعين من المعاهدين الكافرين الذين عاهدوه، وأيده بنصره عليهم، فقال تعالى” وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ” الأنفال:62.

– ومن حمايته له ونصره إياه: أنه لعن من آذاه بأي بأذى، وتوعد ذلك المؤذي بالعذاب الأليم، فقال تعالى” إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ” الأحزاب:57، وقال” وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ” التوبة:61.