في رحاب القرآن.. كيف تتدبر القرآن ؟

في رحاب القرآن.. كيف تتدبر القرآن ؟

قال الله تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ” القمر: 17، إنها دعوة من الله تعالى لعباده بتدبر القرآن الكريم، ومن أجل هذه الدعوة إلى تدبر القرآن الكريم، فقد يسر الله تعالى سبل التدبر والانتفاع به، ومن أهمِّ سبل تدبُّر القرآن العظيم:

– تحسين التِّلاوة: أَمَرَ الله تعالى بترتيل القرآن في قوله: “وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً” المزمل: 4. وحثَّ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم على التَّغنِّي بالقراءة وتحسينها، في قوله: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرآنِ” رواه البخاري، وهذا الترتيل للقرآن والتغني به يُعين تدبره وتفهمه. قال ابن كثير رحمه الله: “المطلوب شرعاً، إنَّما هو التَّحسين بالصَّوت، الباعث على تدبُّر القرآن وتفهُّمه، والخشوع والخضوع، والانقياد للطَّاعة”.

– قراءة اللَّيل: فصلاة الليل والتَّأمُّل في آيات القرآن ومواعظه وعبره، صلاةُ اللَّيل والقراءة فيه؛ يعين على فهمه، وفي ذلك يقول الله تعالى: “إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً” المزمل: 6. قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: “وَأَقْوَمُ قِيلاً” هُوَ أَجْدَرُ أَنْ يَفْقَهَ في القُرآنِ” رواه أبو داود.

– الإنصات عند سماعه: أمَرَ الله تعالى عبادَه المؤمنين بالاستماع والإنصات عند قراءة القرآن؛ كي ينتفعوا به، ويتدبَّروا ما فيه من الحِكَم والمصالح، فقال تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” الأعراف: 204. والمعنى كما قال الطَّبري رحمه الله: “أصْغُوا سمعَكم؛ لتتفهَّموا آياته، وتعتبروا بمواعظه، وأنصتوا إليه؛ لتعقلوه، وتتدبَّروه…؛ ليرحَمَكم ربُّكم باتِّعاظكم بمواعظه، واعتباركم بِعِبَرِه” تفسير الطبري.

– فَهْم المعاني: الجهل بمعاني القرآن يصرف عن تدبُّره وتلذُّذ القلب بقراءته، وفي ذلك يقول القرطبيُّ رحمه الله ممَّنْ قَصَد التَّدبُّر والعملَ بالقرآن مع جهله بمعناه، قائلاً: “وينبغي له أن يتعلَّم أحكامَ القرآن، فيفهم عن الله مرادَه، وما فرض عليه، فينتفع بما يقرأ، ويعمل بما يتلو، فكيف يعمل بما لا يفهم معناه ؟! وما أقبحَ أنْ يُسْأل عن فِقْهِ ما يتلوه ولا يدريه، فما مَثَلُ مَنْ هذا حالُه إلاَّ كمَثَل الحمار يحمل أسفاراً”.

من موقع الالوكة الإسلامي