في رحاب القرآن.. وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ

في رحاب القرآن.. وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ

قال اللهُ تعالى ” وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” الأعراف: 104، فقد جَعَلَ اللهُ تعالى الاستماعَ والإنصاتَ للتِّلاوة مَناطَ الرَّحمة؛ لِيُعلم أنَّ اللَّغو عند قراءته والجَلَبةَ والضَّوضاءَ من موانع الرَّحمة، وهو يتنافى مع آداب الاستماع الذي يُحبُّه الله تعالى ويرضى عنه، ومن أهم آداب استماع القرآن:

– تعظيم المتكلِّم: فينبغي لسامِع القرآن أنْ يُحضِرَ في قلبه عظمةَ المتكلِّم، فهو ربُّ الأرباب، مالِكُ كلِّ شيءٍ، قيُّوم السَّماوات والأرض، ويستحضر صفات الكمال والجَمال والجَلال في قلبه، وهو يستمع إلى كلام ربِّ العزَّة، ويعلم أنَّ ما يُتلى ليس من كلام البشر، وكما أنَّ ظاهر غلاف المصحف وورقه محفوظٌ عن بشرة اللاَّمس إلاَّ إذا كان مُتطهِّراً، فكذلك معاني القرآن محجوبة عن قلب الإنسان إلاَّ إذا كان مُتطهِّراً من كلِّ رِجس، ومُستنيراً بنور التَّعظيم والتَّوقير.

– استشعار عظمةِ الكلام وعلوِّه: فيستشعر عظمةَ القرآن، وأنَّ هذه العظمة هي من عظمة المتكلِّم به سبحانه، فهو يعلو ولا يُعلى عليه، وهو مُحْكَم النَّظْم، دقيقُ المعنى، لا تعارض فيه، ولا اختلاف، والسَّعيدُ مَنْ وُفِّقَ إلى فهم واستشعار معانيه، وعلى مُستمعه أنْ يتأمَّل لُطْفَ اللهِ تعالى بخلقه، حيث خاطبهم بهذا الكلام العظيم الشَّريف.

– حضورُ القلبِ عند السَّماع: بأنْ يكون القلبُ متأهِّباً في شَوقٍ إلى تلقِّي ما تسمعه الأُذن لا ينصرف عنه، فقد تكون الأذنُ سامعةً والقلبُ مشغولاً بهمومٍ أو خواطر، فينبغي على مستمع القرآن أنْ يطرد حديث النَّفس أثناء استماعه، ويتولَّد هذا من التَّعظيم، فإنَّ المُعظِّم لكلام الله يستبشر به، ويأنس له، ولا يغفل عنه.

– تفهُّم الآياتِ المسموعة: فيتأمَّلْ معانيَ أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله؛ ليستدلَّ بعظمة الفعل على عظمة الفاعل، ويتأسَّى بأحوال الأنبياء والصِّدِّيقين والأولياء والصَّالحين والمتَّقين، ويعتبر بأحوال الكافرين والمكذِّبين والظَّالمين والمنافقين والمتكبِّرين.

 

من موقع الالوكة الإسلامي