” في عشق الشعراء هلاك “

” في عشق الشعراء هلاك “

بالدمع قالت:
هل أصدّقُ شاعرا
حلو الكلام…. فصاحة ومشاعرا
هل أدركَ الأسرار في لغتي
وفي مقلي
فبات لنجم حبه ساهرا
أم أدرك الشهوات في جسدي
فأحيا باحتراقي فيه
شعرا فاترا؟
هل أستكين إلى بلاغته التي …
قُدتْ لشهوته ..
فأوقد ما يرى
أم أستكين لعطر فطرته التي
وهبته سرّ السحر
فاستسبا الورى
كم ليلة في النار يلزمني لأدركَ
ما يريد… وما يكون
وما جرى
ليس المقيم…. ففي الإقامة موته
يحيا ويفنى كالغريب
مهاجرا …
ليس الوفيّ – إذا الحياة تنكّرت –
إلا لنفسه
حين يصبح شاعرا
هو …مَن أريد إذا بكى طفلا
على صدري
فألثم فيه ثغرا .. طاهرا
حتى إذا أفضى …
تملّكَ قاهرا
وهو الذي آمنتُ فيَّ حين آمنَ بي
ليسرقني
ويهرب كافرا
بايعتُ فيه جماله النبويَّ
والشيطان يسكن قلبه
آمرا
الشعر ربه … والنساء بخوره
وأنا براقه كي يطير
إلى الذرى
في معبد الكلمات صلّى للمعاني
وابتدأ الأسفار نحوه
سافرا
وجهًا لوجهٍ قلتُ: إنّك خالقي
أرأيت ربا خان عبده يا ترى ؟؟؟
*
قال استطيبي الأمر .. أنت قصيدتي حينا
وفي شبقي
سماؤك يا ثرى
ومضى كأوّل ما أتى
وقرأت نصّي في عيونه
واستندتُ إلى السرُى
ودنوتُ من أمي أٌقبّل رأسها
قالت: كماله أن يعيشه
حائرا
وكمال قلبكِ يا صغيرةُ أنه
عرف الهوى ..
وحررّ فيك الطائرا
أوّاه يا قدري …..
أما يكفي احتراقي طفلةً حبًّا
لأعشق شاعرا

أحمد المزيلي – وهران –