فيما تهيمن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على موضوعات الدورة 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، إنّ “الإسلام ليس مصدراً للإرهاب”، داعية في الوقت
عينه إلى العمل مع روسيا والدول الإسلامية في الحرب ضدّ “الإرهاب “.وأضافت ميركل، في كلمتها أمام مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ53، أنّ “العمل المشترك ضد الإرهاب ، موضوع نتشارك فيه المصلحة مع روسيا، ويمكن أن نعمل فيه معاً”.
وتوترت العلاقات بين روسيا والغرب بعد اتهام الدول الأوروبية وواشنطن لموسكو بالتدخل في الأزمة الأوكرانية، وضمّ جزيرة القرم في 2014.كما شدّدت المستشارة الألمانية، على ضرورة أن “تشترك الدول الإسلامية في الحرب ضد الإرهاب “، داعية إلى التوحّد في وجه “هذا التهديد”.وقالت ميركل إنّه “لا يمكن أن تواجه كل أمة على حدة هذا التهديد، فنحن بحاجة إلى عالم يعمل كشبكة واحدة ضد الإرهاب”،.وعن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يواجه انتقادات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لفتت إلى أنّ ألمانيا “ستفعل كل شيء ممكن” لتحقيق هدف الحلف في دفع كل دولة من أعضائه لتخصيص 2% من ناتجها المحلي الإجمالي لموازنته.وشددت ميركل أيضاً، على الحاجة لتقوية الهياكل متعددة الأعضاء مثل الاتحاد الأوروبي، الناتو، والأمم المتحدة، وسط مخاوف أوروبية من ترامب الذي تبدو سياسته أميل لإضعاف تلك الهياكل.ودعت في السياق المستشارة الألمانية كذلك، إلى “مقاومة إغراء الانطواء على النفس”، لمواجهة التهديدات العالمية، بينما يشهد الغرب صعوداً في النزعات القومية.يذكر ان المؤتمر الـ53 للأمن في ميونخ، يناقش الشراكة عبر المحيط الأطلسي والتعاون في مجالي الأمن والدفاع في أوروبا، والعلاقات مع روسيا، وأزمات سورية والشرق الأوسط، والوضع الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.ويعد مؤتمر الأمن في ميونخ، أهم المنتديات غير الرسمية في العالم لمناقشة المشاكل الدولية الآنية والملحة.من جهته أكد أنطونيو جوتيريس، سكرتير عام الأمم المتحدة، أن العالم يعيش وضعا فوضويا فى الوقت الحالى، مشددا على أن الإرهاب يمثل تهديدا للجميع وعلينا توحيد جهودنا ضده، فضلا عن أن انتشار البطالة ساهم فى تجنيد الإرهابيين للشباب.وأضاف أمين عام الأمم المتحدة، فى كلمته بمؤتمر ميونيخ للأمن، أن عدم المساواة فى توزيع الثروات يولد عدم الاستقرار فى العالم، مؤكداً أن مشكلات الأمن والسلام فى المستقبل ستكون لها أبعاد جديدة. بالمقابل قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن بلاده تقف مع العمل المتساوى و العادل من أجل الاستقرار فى آسيا و أوروبا.وشدد وزير الخارجية الروسى فى كلمته بمؤتمر ميونيخ للأمن، على عدم حل الحروب للأزمات، قائًلا: ” لا يمكن حلحلة الأزمات عن طريق الحرب”، مؤكدًا أن حلف شمال الأطلسي ما يزال مؤسسة من مؤسسات “الحرب الباردة”، متهمًا الحلف بأنه سبب مستوى غير مسبوق من التوتر فى أوروبا يذكر انه تستضيف مدينة ميونيخ الألمانية أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن والسياسات الدفاعية الذي يستمر ثلاثة أيام، وتحضره شخصيات دولية فاعلة وعدد من أصحاب القرار في المجالات السياسية والأمنية.ويشارك في المؤتمر -الذي يعد من أهم اللقاءات المعنية بالسياسة الأمنية على مستوى العالم- عدد من رؤساء الدول والحكومات، إضافة إلى نحو تسعين وزيرِ خارجية، ونحو ثلاثين وزيرِ دفاع.وقال رئيس المؤتمر والسفير الألماني الأسبق لدى الولايات المتحدة فولفغانغ إشينغر إن المؤتمر هذا العام سيكون الأكثر إثارة وحساسية منذ سنوات بسبب الوضع السياسي العالمي.ويهيمن على اجتماعات الدورة 53 لهذا المؤتمر السنوي قلق أوروبي من مواقف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب. وحسب عدد كبير من الخبراء فان العالم الغربي بأنظمته ومؤسساته بات على شفير الانهيار نتيجة عوامل عديدة كشف عنها تقرير لمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، من بينها ضعف تماسك الاتحاد الأوروبي، وخروج بريطانيا من الاتحاد، وصعود القوى الشعبوية، وتداعيات انتخاب ترمب، والفشل بحل الأزمة السورية، وصعود روسيا.وقال التقرير الذي أعدته مجموعة من المراكز الإستراتيجية الغربية المؤثرة (تينك تانك) إن الغرب الممثل بمؤسساته العالمية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأنظمته الديمقراطية، والتجارة الحرة، والتصورات الليبرالية المنفتحة لشعوبه بات بمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية الراهنة مهددا في وجوده وعلى شفير الانهيار.وحمل التقرير الواقع في تسعين صفحة عنوان “ما بعد الحقيقة، ما بعد الغرب، ما بعد النظام”، وتضمن التقرير تحليلات وإنفوغرافات وإحصائيات وخرائط، وتصدرته دراسات حول أزمات النظام الدولي الراهن، والديمقراطيات الغربية، والأوضاع الهشة للاتحاد الأوروبي، وتهديدات المجموعات الجهادية، والتلاعب السياسي بالمعلومات والإعلام، والتطورات ببحر الصين الشرقي وفي الشرق الأوسط، وفراغ النفوذ الدولي الناشئ عن انسحاب الولايات المتحدة من البنية الأمنية العالمية، وهي الموضوعات المرشحة لتصدر أجندة مؤتمر ميونيخ.