توغلت في أدغال عينيك
فلم أرَ
غير دموع..
بقايا سنون
إبريق قهوة
غادرته لفحة النار
وفنجان وسط الصخور
قلب يقتله الهذيان
جفون
تختلس النظر وتجول
جالستها
رجوتها أن تعري جوارحها
تسللت إليها بسؤال فاتر مهزوم
ما عرفت مقلتاك النوم
نظرت إليها قائلة
وهل ينام الجياع
وأحشاؤهم تجتر جرائد مضت عليها سنون
لا أشكو قطع خبز
أو صفائح رغيد
كباقي أطفال الكون
أشكو هزال طفولتي
أشكو يوم مددت يدي
قصصت شعري
وخبأت في منديلي دمعتي
يوم اقتلعت الرياح معطفي
وسكن الفقر أنامل والدتي
رحلت عني طفولتي
يوم اختلست نقودا ليست لي
خطفت دمية
من دكان اللعب
لكنني أعدتها
لأنها لعبة لأطفال غيري لا تخصني
رحلت عني طفولتي
ساعة مددت يدي لإحدى الدجالات
لم تقرأ كفي
سخرت من دمعتي
قررت أن أجلس قرب أحد المجانين
ضحك.. ساخرا
مثلي أنت ستتعبين
تستحمين بماء البحر
ومن أمواجه تولدين
بكيت يومها
فالفقر قاتل سيدتي
والكرامة جسد متعفن
أمام قدر يكسوه الفراغ
ببطنه فقاعات ماء تبيض
والقميص ممزق
ثقبته ديدان.. لا تعبث إلا بأشياء المساكين
سأضيع في الشوارع
فعلى أرصفتها تنام آلاف القصص
الفقراء.. دخلاء..
والأقوياء في بلادي يستحلون الرقيق
بقلم: عربية معمري/ بسكرة