قبسات من العقيدة الاسلامية الحب الحقيقي (2)

قبسات من العقيدة الاسلامية الحب الحقيقي (2)

يقول الحق تبارك وتعالي: “ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله”   إن الآية الكريمة واضحة في الحديث عن غريزة الحب وخطورة توجيهها فالوجهة المطلوبة أن تكون كل المشاعر مسبحة بحمد ربها

عارفة بقدر منشيها وخالقها وان تكون كل الأحاسيس في عبادة ربها ساعية مجدة بين رهبة ورغبة وخوف ورجاء وإلا انشغلت هذه العواطف بغير الله ورسوله فصار العبد اقرب إلى البعد عنه إلى القرب وأدنى إلى الطرد منه إلى الوصل إذ كيف يدعى الإيمان من لا يحس به وكيف يزعم الإسلام من تتأبى عاطفته عليه.   ولنتدرج في الإيمان لترى أن أسهل شيء هو النطق بكلمتي الشهادة وتردادها ثم تجد الفجوة بين النطق بها وبين مقتضياته فتجد من اللازم أن يصحب النطق اقتناع عقلي بالوحدانية المطلقة لله تعالى وبالكمال اللا نهائى للذات الإلهية ثم الاطمئنان القلبي إلى انه تعالى القادر المقتدر المعطى المانع الضار النافع منه كل رحمة واليه كل منتهى وله كل جلال وجمال فيتولد الحب وتتعلق المشاعر بمن لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو السميع البصير ويصبح للإيمان حلاوة وللعبادة لذة وللإسلام طعما وروحا فيحب الإنسان في الله ويبغض في الله ويعطى في الله ويمنع في الله وكان ذلك مصداقا لقول حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه انس: من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان”، ويقول عز وجل: ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”  وقوله ” لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون “