أبواب.. متاحف وحصون

قصبة بجاية.. عبق التاريخ وموروث الثقافة

قصبة بجاية.. عبق التاريخ وموروث الثقافة

مدينة بجاية.. ككل مدينة عريقة ومتحضرة نجد لها شواهد على عراقتها، اسم خالد في تاريخ المغرب العربي بشكل عام، والجزائر بشكل خاص، أقام فيها الفينيقيون والرومان والوندال والبيزنطيون خلال عصور غائرة في أعماق الماضي، وعرفها المسلمون حين أصبحت عاصمة للدولة الحمادية، إحدى كبريات الدول الإسلامية المؤثرة التي سادت الشمال الإفريقي فترة من الزمن.

فقد تمتعت “بجاية” في ظل الحماديين بسمعة وشهرة واسعة، استمدتها من معاهدها الثقافية المتعددة، وتجارتها الرائجة على الشاطئ الإفريقي، واستقبالها الفارين من محاكم التفتيش بالأندلس، كما اشتهرت بعد ذلك بقوتها البحرية التي دافعت بها عن شواطئ المغرب العربي كله، فساهمت من ثم في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للمنطقة …

وكان لعهود الازدهار الثقافي والانتعاش الفكري الذي شهدته (بجاية) لقرون عديدة أثر بالغ في أن تصبح قبلة العلماء وطالبي المعرفة، فخرّجت العلماء وأنجبت المفكرين والمبدعين رجالاً ونساء.

 

شواهد وأبواب

ومن بين الشواهد التي تؤرخ للمدينة، الأبواب تاوورت أو تاڨورت أو تابورت ومن أبواب بجاية الـ 11 ما يلي:

1- باب المرسى: وهو المؤدي إلى مسجد أبي زكريا الزواوي، وعند باب المرسى مقبرة، دفن فيها عبد الحق الإشبيلي وأبو زكريا الزواوي وغيرهم من الأعلام، والمرسى القديم عند خليج بجاية عند مسجد أبي زكريا الذي كان ملائما لإرساء السفن البحرية.

2- باب أمسيون، وخارجه مقبرة تقابل الباب، وتسمى بمقبرة الفقيه القاضي أبي محمد عبد الله بن حجاج ودفن بها أبو علي المسيلي، وهذا الباب هو المؤدي إلى الجبل، و أمسيون هو جبل “قورايا”، وبالجهة الأخرى من المدينة جبل “خليفة”، ومنه المدخل إلى باب اللوز إلى قصبة بجاية.

3- باب رأس السور

-4 باب الخوخة وهو نفس التسمية لإحدى أبواب البليدة وتعني كلمة الخوخة او الخويخة أو ناخوخت الباب الفردية التي تكون جزء من باب عملاقة يمكن المرور منها دون الحاجة لفتح الباب العملاق.

5 – باب عزون ونفس التسمية لإحدى أبواب العاصمة وذكرت هذه البوابة في فيض العباب لابن الحاج النميري صفحة 267.

6- باب اطنة والتي تعني الداخلية، وهي الموجودة بالحومة و التي عرفت بباب الحومة وكان به سويقة، أي سوق صغيرة

7- باب اللوز وكان من مداخل قصبة بجاية القديمة، إذ لما جاء بنو غانية طلعوا على جبل الخليفة ودخلوا من باب “اللوز” إلى قصبة البلد وتملكوا البلد، ولم يكن فوق باب اللوز سور في ذلك الزمان.

8- باب المرقوم، وهو مقابل جبل خليفة ..المرقوم لأنه تم نقشه برسومات تزيينية.

9-باب البنود والذي يعني العلم الكبير والذي يتقدم القافلة والذي هو الآن باب الفوقة، وعنده مقبرة، وخارجه حومة بئر مسفرة.

10- باب البحر والمسمى كذلك بباب السراسنة والسراسنة كلمة يونانية كان الرومان يسمون بها العرب وسكان الصحراء ثم توسع الاسم ليشمل المسلمين بمختلف أعراقهم وكان بحومته سوق .

11- الباب الجديد وكان عنده مقبرة وهو المذكور في كتاب عنوان الدراية للشيخ الغبريني.

 

مناطق سياحية تسحر زوارها

يتوزع على ولاية بجاية عدد من الأماكن السياحية أبرزها:

مقبض الأقادس: منطقة ساحلية تضم عددًا كبيرًا من الأدوات البحرية التي خلفها الإسبان منذ القدم، بالإضافة إلى شواطئ جميلة المظهر، التي تمكن الزائر من أداء رياضة السباحة، إلى جانب تناول أشهى الوجبات البحرية بسلسلة المطاعم المنتشرة بين أرجائها.

برج موسى: شيده الإسبانيون من أجل مراقبة الجيش على طول المدينة، ليستخدمه الفرنسيون كمقر عسكري، حتى حولته الحكومة الجزائرية إلى متحف يعرض مجموعة القطع الأثرية، والأدوات الحربية التي تعبر عن سلسلة الاحتلالات التي تعرض إليها الجزائريون عبر العصور.

مسجد سيدي موهوب: يتميز بجمال لون جدرانه الخارجية البيضاء المخططة بخطوط زرقاء على محيط الشبابيك، وعلى الأعمدة البارزة للمداخل، يطل المسجد على حديقة مزروعة بعدد من الأشجار، أهمها: النخيل، يعتليه مئذنتان كبيرتان تأخذان شكل متوازي المستطيلات، بين أروقته تنتشر عدد من الزخرفات والرسمات الصغيرة، يلتقط السواح الصور بجانب تمثال الرئيس البرتغالي مانويل تكسيرا.

الحديقة الوطنية قورايا: منطقة جبلية ساحلية، ومحمية طبيعية، تضم عددًا كبيرًا من الحيوانات النادرة، والأليفة، إلى جانب عدد من الأشجار المرتفعة، والشجيرات الصغيرة الشوكية، تنتشر داخلها مجموعة من الأنهار والجداول الصغيرة، ينظم إليها السواح الرِّحل من أجل الاستمتاع بمسار طويل بين أرجائها الطبيعية، إلى جانب التخييم وتنظيم حفلات الشواء بين أجزاء الطبيعة الخلابة.

قصبة بجاية: منطقة أثرية تضم عددًا كبيرًا من الكنائس والمساجد الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية، إلى جانب عدد من التماثيل والمنحوتات أبرزها: تمثال العالم المسلم ابن خلدون، يحيط المنطقة عدد من الأسوار المرتفعة السميكة.

قمة القرود: قمة جبلية مرتفعة، تضم عددًا من القرود المدربة للعب واللهو مع الزوار، يتمكن السائح من خلال زيارتها التقاط أجمل الصور مع القرود، إلى جانب التعامل معها بطريقة مباشرة مثل: إطعامها والمرح معها لساعات طويلة، لكن يجب عدم الاقتراب منها إلا في منطقة قريبة من المدربين المشرفين على القمة، لأن القرود بطبعها مؤذية. رأس الكربون: قمة جبلية يتمكن السائح من خلال زيارتها من ممارسة رياضة تسلق الجبال، والسير بين أرجائها التي تدمج بين الطبيعة الخضراء الجميلة وبين هواء البحر الصافي، والسباحة داخل الجداول الصغيرة والأنهار المتناثرة بين أرجائه.

حصن سيدي عبد القادر: سور سميك تتوزع بين أجزائه مجموعة من الأبراج المرتفعة، والمنارات التي استخدمها المحاربون لكشف حركة الجنود بالمناطق المحيطة به، يرتبط الحصن بمجموعة أنفاق تؤدي إلى مداخل المدينة من جميع الاتجاهات.

يما قورايا: منطقة أثرية تعلو قمة جبلية مرتفعة، تنتشر بين أرجائها مجموعة من القلاع والقصور والأسوار والقباب القديمة، إلى جانب الحدائق الطبيعية المنتشرة بين أروقتها، وعدد من الحيوانات الأليفة التي تمكن السائح من التعامل معها بطريقة مباشرة، مثل: ابن آوى.

سور بجاية: جدار ضخم سميك يحيط بالمدينة بناه العثمانيون منذ القدم، لحماية حدودها من الغزو الفرنسي، تتوزع بين أرجائها مجموعة من الأبواب المرتفعة المحفورة بأجمل الأشكال الهندسية.

ل. ب