الدكتور رياض الصيداوي يصرح لـ"الموعد اليومي":

قمة الجزائر ستجمع الشمل وتعيد بناء فكرة الوحدة العربية.. إعلان لمّ شمل الفصائل الفلسطينية بمثابة ضربة قاضية للكيان الصهيوني

قمة الجزائر ستجمع الشمل وتعيد بناء فكرة الوحدة العربية.. إعلان لمّ شمل الفصائل الفلسطينية بمثابة ضربة قاضية للكيان الصهيوني

📌 من مخرجات القمة العربية إقامة دولة فلسطينية مستقلة

📌 تحالف المخزن مع الكيان يؤزم وضع العلاقات الجزائرية-المغربية

📌 أتوقع أن يزداد مشكل الطاقة شراسة في أوروبا مع حلول فصل الشتاء


أكد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، الدكتور رياض الصيداوي، أن قمة الجزائر ستلملم الشمل العربي وتعيد بناء فكرة الوحدة العربية، معتبرا أن إعلان الجزائر عن قرار لمّ شمل الفصائل الفلسطينية يعد بمثابة ضربة قاضية للكيان الصهيوني.

وأوضح الصيداوي، لـ”الموعد اليومي”، أن من مخرجات قمة الجزائر المرتقبة في الفاتح من نوفمبر القادم، هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحرية تنقل الأشخاص والبضائع عبر الدول العربية، منوها في الوقت ذاته، أن تحالف المخزن مع الكيان الصهيوني يؤزم وضع العلاقات الجزائرية-المغربية، متوقعا أن يزداد مشكل الطاقة شراسة في أوروبا مع حلول شتاء 2023.

 

قمة الجزائر ستكون قمة لمّ الشمل العربي وإعادة بناء فكرة الوحدة العربية

يعتبر مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، الدكتور رياض الصيداوي، أن الجزائر تأمل في لمّ الشمل العربي في القمة المقبلة بالجزائر، كما ستحاول بقدر وسعها إنهاء الصراعات العربية-العربية والقضية الفلسطينية كأم القضايا ستحتل الصدارة في قمة الجزائر 2022، حيث ستقرب وجهات النظر بين العرب. والجزائر تدرك جيدا، ربما قبل الجميع، أن العالم قد تغير مع بروز القطب الروسي-الصيني بشكل قوي جدا وغيّر موازين القوى في العالم. ويعتقد ذات المسؤول، أن الجزائر قد أثرت في دول عربية أخرى مثل السعودية والإمارات التي انحازت إلى روسيا في اتفاقيات “أوبك+روسيا” أو “أوبك بلس” ورفضتا أوامر وتوجهات أمريكا التي هددت السعودية بحضر السلاح ضدها فهناك صحوة عربية نحو تصحيح المسار العربي، يقول الدكتور رياض الصيداوي، وتبني فكرة الوحدة العربية وثوابت الدبلوماسية الجزائرية في حماية حرية الشعوب وعدم التدخل في شؤون الغير وترتيب البيت العربي.

 

إعلان الجزائر عن لمّ شمل الفصائل الفلسطينية ضربة قاضية للكيان الصهيوني

كما كشف الدكتور الصيداوي، عن أهمية مبادرة الجزائر القوية في لمّ الشمل الفلسطيني، وذلك عن طريق احتضان مؤتمر ناجح للم شمل الفصائل الفلسطينية بالجزائر نهاية الأسبوع المنصرم، ما يؤكد يقول المتحدث، على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس لمقاومة الاحتلال الصهيوني ويؤسس لأرضية حقيقية لإنهاء الانقسام الفلسطيني. ويعتبر نفس المصدر، أن إعلان الجزائر كان ضربة قاضية للكيان الصهيوني، وكان أهم حدث شهدته الساحة العربية لإعادة توحيد البيت العربي برمته وأنها خطوة قوية نحو الأمام لتحقيق الحلم العربي والفلسطيني، بالإعلان قريبا عن قيام دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

فرصة ذهبية للعرب في إعادة بعث فكرة الوحدة العربية

وأفاد المتحدث، في حوار حصري، خص به “يومية الموعد” أن الوحدة العربية، كانت هدفا وحلما منذ الحرب العالمية الثانية، أين تأسست الجامعة العربية وبعدها وفي سنوات الخمسينات والستينات، تشكلت الأحزاب والإيديولوجيات وكانت تنادي بالوحدة العربية من مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى جانب حزب البعث في سوريا، وشهدت مصر وسوريا والعراق نجاحا في سنة 1958 في تشكيل الوحدة المصرية السورية وحتى العراقية ومع حرب أكتوبر 1973 حدثت نكسة كبيرة جدا جعلت فكرة الوحدة العربية تضعف شيئا فشيئا نتيجة انتقام حركات الحكم الملكي من الحكم الجمهوري إلى جانب استهداف البلدان المحورية التي كانت تنادي بالوحدة العربية من قبل أمريكا وحلف الناتو، حيث تم استهداف مصر من قبل ثم العراق في 2003، ثم ليبيا سنة 2011 ومحاولة استهداف سوريا في نفس السنة، إلا أن استهدافها كان فاشلا وكانت الجزائر بقيادة الرئيس الراحل هواري بومدين ومصر والعراق وليبيا تبنوا فكرة الوحدة العربية والجزائر -يقول المتحدث- كانت لديها فكرة أذكى وأعمق وهي إشراك الشعوب في الوحدة العربية. وأشار ضيف “الموعد اليومي” أن من رفع شعار الوحدة العربية في الواقع رفع شعار فلسطين في نفس الوقت، مشددا أن الأفكار لا تموت ربما تخبو لفترة معينة نتيجة أسباب ولكن تعود بقوة في الأوقات المناسبة. ويؤكد المصدر، أن فكرة الوحدة العربية استفادت من انقسام العالم إلى شرق وغرب بين الاتحاد السوفيتي وحلفائه الصين وكوريا الشمالية من جهة، والدوائر الاستعمارية من جهة أخرى، بقيادة أمريكا وحلف الناتو. ويعتبر الدكتو الصيداوي، أن الفرصة الذهبية الثانية تعطى للعرب في إعادة بعث فكرة الوحدة العربية والعمل على تحقيقها على أرض الواقع وأن قمة الجزائر ستكون بلا شك قمة لمّ شمل كل العرب بدون استثناء وترتيب البيت العربي وإعادة بناء وتجسيد فكرة الوحدة العربية.

 

إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من مخرجات قمة الجزائر المنتظرة

كما أشار ضيف منتدى الموعد، أن أي شيء يقرر في تجميع كل الدول العربية ويخفف من إجراءات الحدود، فهو خطوة جبارة ومهمة جدا نحو الأمام ولصالح المواطن، والجزائر مشكورة لما قامت بعقد قمة مصغرة للمجتمع المدني بوهران في 15 سبتمبر المنصرم، تحت شعار منتدى الأجيال العربية كانت هناك توصيات خرجت بها هذه القمة المصغرة لترفع إلى القمة العربية المنتظرة بالجزائر في الفاتح من نوفمبر القادم، من بينها حرية تنقل الأشخاص والبضائع عبر الدول العربية، ضف إلى ذلك القضية الفلسطينية التي ستكون في الصدارة والتي تجمع كل الدول العربية لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

الجزائر بقيت واقفة بانسجام القيادة السياسية مع جيشها وشعبها

وأكد ذات المتحدث، أن الجزائر تحرك دائما مبادئ أول نوفمبر، وهي التحرر من الاستعمار وعدم الخضوع له وعدم الدخول في أحلاف مشبوهة وللجزائر ثوابت وطنية وهي معاداة الصهيونية ودعم القضية الفلسطينية ظالمة أو مظلومة، مشيرا أن الجزائر وعلى المستوى الإفريقي قادت مجموعة الدول الإفريقية مثل تونس وجنوب إفريقيا من أجل تجميد عضوية الكيان الصهيوني كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، وتقف إلى جانب كل قضايا التحرر العربي سواء القضية الفلسطينية أو قضية تحرير الشعب الصحراوي، فالدبلوماسية الجزائرية ليست دبلوماسية صراخ وضجيج بل تعمل بصمت وهدوء.

زهير حطاب

 

التحالف المخزني مع الكيان يؤزم وضع العلاقات الجزائرية-المغربية

وأكد الباحث التونسي، أن الحل الأمثل والوحيد لعودة العلاقات الجزائرية-المغربية، هو ترجمت الخطابات الرسمية إلى أفعال على أرض الواقع، بداية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني من طرف المخزن.

وأضاف الصيداوي، أن تطبيع العلاقات المغربية الصهيونية، جعل المغرب خارج منظومة الاتحاد المغاربي. وأوضح المختص في الشأن العربي، أن الجزائر لا تريد كلاما معسولا ولكن تريد أفعالا على الواقع من طرف العاهل المغربي، منوها إلى الفرق الشاسع بين خطاب الملك المغربي، والتي لا تمد بأية صلة مع السياسة المغربية المنتهجة على أرض الواقع. وأشار ذات المصدر، إلى أن المغرب قد تجاوز الخطوط الحمراء، من خلال عدم اكتفائه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، بل ذهب إلى إقامة شراكة وتحالف أمني عسكري استخباراتي استراتيجي، ضد الشعب الفلسطيني بالنسبة للكيان الصهيوني، وضد الجزائر والشعب الصحراوي، من طرف المغرب. ولم يخف رياض الصيداوي، إمكانية تأزم العلاقات الجزائرية-المغربية، منددا بالتصرفات الاعتباطية المغربية والتي من أبرزها تصريحات سفير المغرب في الأمم المتحدة والتي نادت باستقلال منطقة القبائل وتوزيع منشورات ضد الجزائر، مضيفا أن أخطاء المغرب قد تراكمت تجاه الجزائر.

 

مشكل الطاقة في أوروبا سيزيد شراسة مع حلول الشتاء

توقع مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، رياض الصيداوي، أن مشكلة الطاقة في الاتحاد الأوروبي ستتواصل وستكون شرسة جدا في الشتاء القادم، وستستمر إلى غاية شتاء 2023.

وأشار الصيداوي، أن الجزائر قد منحت الأولية لشركائها التارخيين وعلى رأسهم إيطاليا، عبر زيادة كمية تدفق الغاز نحو إيطاليا، مضيفا أنه قد تمت ملاحظة صف كامل من قيادات دول غربية وهم يزورون الجزائر، بعد الورطة الكبيرة التي تعرضوا لها بسبب أزمة الطاقة وبالأخص أزمة الغاز. وأشار ذات المتحدث، أن الجزائر قد بعثت برسالة واضحة للاتحاد الأوروبي مفادها، أن إمكانيات الغاز الجزائري ليس بمقدورها تعويض الغاز الروسي من حيث الكمية المنتجة، مضيفا أن دول الاتحاد الأوروبي قد ورطت نفسها بدءاً بفرض العقوبات إلى غاية قطع العلاقات مع روسيا. واستحضر المتحدث، تصريح أحد الاقتصادييين الفرنسيين، مع بداية تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، والتي قال فيها: “أن فرض عقوبات على روسيا كأن يطلق أحد النار على قدميه، مشيرا إلى استخدام روسيا لورقة الغاز بذكاء كبير جدا ما جعل أسعار الغاز ترتفع بنسبة 1000 بالمائة وأكثر من 10 مرات في السوق العالمية. وأبرز الخبير في العلوم السياسية، أن الجزائر ملتزمة بعقودها المبرمة سواء مع إيطاليا أو إسبانيا، مضيفا أن الاكتشافات الجديدة التي تم الإعلان عنها مؤخرا، خاصة بعد اتفاقيات التعاون المشترك بين سوناطراك وإيني، من شأنها الزيادة من كميات الغاز المصدر، في حين أنه ومن غير المنتظر أن يعوض الغاز الروسي، في السوق الأوروبية، يضيف المتحدث.

 

لا سبيل لإعادة بعث أنبوب الغاز المار عبر المغرب

وأضاف الصيداوي، أنه لا سبيل لإعادة بعث أنبوب الغاز المار عبر المغرب والمتجه لإسبانيا، في ظل ضرب النظام المغربي للقرارات الأممية عرض الحائط، معربا عن التزام الجزائر بمد إسبانيا بعقود الغاز المبرمة، وذلك في إطار ما تنص عليه المواثيق الدولية. وبخصوص العلاقات الجزائرية-الإسبانية، أكد مدير المركز العربي الدراسات السياسية بجنيف، أنه قد حدث انقلاب غير مفهوم في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية والذي كان في السابق يدعو إلى الشرعية الدولية، والتي تتمثل في إقامة استفتاء للشعب الصحراوي لا أكثر ولا أقل. وأردف الباحث في العلوم السياسية، أن حكومة سانشيز انقلبت على الشرعية الدولية على أساس أنه مع الحكم الذاتي ضاربا القرارات الأممية عرض الحائط، فيما قام بالتحالف مع الانقلاب في المغرب، والذي أقر سنة 1991 بقرارات الأمم المتحدة، ثم عدل عن قراره وطالب بحكم ذاتي للصحراوين تحت المظلة المغربية. وكشف الخبير، أن حكومة سانشير قد تلقت معارضة كبيرة جدا من قبل حزب الشعب الإسباني، واقتصاديين ورجال أعمال إسبان، بعد أن أضر بمصلحتهم، بما أن الجزائر أنهت معاهدة الصداقة مع إسبانيا ولم تعد الجزائر تستورد من إسبانيا، فيما قدرت الخسائر الإسبانية بقرابة 4 مليار دولار.

عبد الله بن مهل

 

 

التطبيع لا مستقبل له لكون الشعوب ترفضه

أكد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف السويسرية، رياض الصيداوي، أن التطبيع لا مستقبل له، لأن الشعوب ترفضه جملة وتفصيلا، لكونه لا يخدم مصلحتها، ومن يريد أن يرى نتيجة إقدام بعض الدول على هذه الخطوة، ما عليه إلا أن يستشير شعبه.

وأوضح الصيداوي، أن عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني سمها، الرئيس عبد المجيد تبون بالهرولة، والرئيس التونسي، قيس سعيد، وصفها بالخيانة العظمى، والدول التي هرولة وطبعت كانت في عهد الرئيس الأمريكي السابق، المنتهية عهدته، دونالد ترامب، ولم تجد أي فائدة من هذه الخطوة التي قامت بها، فلو على سبيل المثال قامت القيادة المغربية باستشارة شعبها حول التطبيع مع الكيان الصهيوني، لنجد أنه سيرفضه 100 بالمائة، لكون هذا الكيان غادر ولا يسعى إلا لخدمة مصلحته.

 

الاتحاد الأوروبي تلقى ضربة قاسية ببركست

وأشار المتحدث، أن الاتحاد الأوروبي، تلقى ضربة قاسية، ببركست نتيجة انسحاب بريطانيا منه، ما أثر عليه سلبا، إضافة إلى صعود اليمين القومي بإيطاليا ودول أخرى في أوروبا، وهم يحملون أفكار الشيوعيين، الذين يرفضون فكرة الاتحاد الأوروبي، لكونهم يعتقدون أنه جاء على حساب الشعوب، وبالتالي فالحلم الكبير ببناء اتحاد انتهى بانسحاب بريطانيا، وربما ستتبعه دول أخرى، في خضام الأيام المقبلة، نتيجة الأوضاع المتواجدة هناك.

 

للمجتمع المدني دور مهم في مواجهة التحديات الراهنة

كما أضاف المتحدث ذاته، أن للمجتمع المدني دور مهم في مواجهة التحديات الراهنة، لكونه عبارة عن كتلة تاريخية، وواسطة بين الدولة والمجتمع، فهو مطالب بأخذ مطالب الشعب إلى قيادة الدولة، مع تبسيط مواقف الدولة نحو المجتمع، وبالتالي يلعب دور كبير خاصة في العمليات الديمقراطية، والمشاركة السياسية، فيجب أن يكون دوره مسموع لأنه يلعب بشكل وبآخر في إيصال صوت الشعوب، لهذا نجد أن الجزائر، أعطت للمجتمع المدني فرصة الحوار في مدينة وهران، الذي يعد خطوة جد إيجابية، لأن المجتمع المدني قريب جدا من المواطن، والتنمية المحلية تعتبر العملية التي تتم من الأسفل للأعلى وليس بالضرورة أن تكون مركزية، مرتبطة بالعاصمة أو تقرر مركزيا، وإنما تكون محليا أيضا، وستؤدي إلى نتائج إيجابية وملموسة في الميدان.

نادية حدار