قمة نواكشوط.. خلاف سعودي عربي حول مقعد سوريا

 انطلقت الإثنين، أعمال القمة العربية العادية الـ27 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.

بينما تحولت نواكشوط إلى ثكنة عسكرية، وأحاطت بها القوات المسلحة الموريتانية والقوات الخاصة، فيما أغلقت جميع المحال أبوابها وحصل موظفو القطاعين العام والخاص على إجازة بتعليمات من الحكومة الموريتانية حتى نهاية انعقاد القمة.

 تميّز حضور القمة العربية فى موريتانيا، بمشاركة عدد من القادة الأفارقة، الذين وصلوا إلى نواكشوط، يتقدمهم الرئيس السوداني عمر البشير ورؤساء جيبوتي وجزر القمر وتشاد. كما وصل إلى موريتانيا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعدد من الوفود العربية. فيما وصل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني صباح الإثنين. بالمقابل تراجع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن المشاركة في القمة كما غاب ملك الاردن والرئيس الفلسطيني والعراقي أما الأزمة الرئاسية في لبنان فستُغّيبُ رأس هذه الدولة عن القمة أما سلطنة عمان فسيترأس وفدها ممثل خاص للسلطان قابوس، فيما ستشارك دول البحرين وفلسطين والمغرب وتونس بوفود برئاسة وزراء الخارجية، وتتغيب سوريا عن القمة بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية. لتمثل أغلب هذه الدول برؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية.

 *تسريبات لمشروع للبيان الختامي

 وكانت قد انتشرت تسريبات لمشروع إعلان نواكشوط الذى سيصدره القادة العرب في ختام أعمال قمتهم، ويؤكد فيه القادة العرب في مشروع البيان التمسك بالمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الجامعة العربية والمعاهدات والبروتوكولات اللاحقة عليها واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على وحدة البلدان العربية وسلامة أراضيها.كما يؤكد الإعلان مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك. وسيرحب القادة، في هذا السياق بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.كما سيدعو القادة الأطراف الليبية إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية. كما يناشد الفرقاء في اليمن إلى تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت. ومن المقرر أن يعرب القادة عن أملهم في أن يتوصل الأشقاء في سورية إلى حل سياسي يعتمد مقومات الحفاظ على وحدة سورية ويصون استقلالها وكرامة شعبها. كما سيعلن القادة دعمهم للعراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي.

نفي أي خلافات  حول إنشاء القوة العربية المشتركة

وعلى صعيد متصل، نفت مصادر عربية في نواكشوط بروز أي خلافات عربية بشأن مشروع القرار الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة خلال المناقشات التي جرت بشأنه خاصة في أثناء الاجتماع التحضيري للقمة على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين الأربعاء الماضي.وأكدت أن هذا البند لم يناقش من الأساس وإنما أحيل إلى وزراء الخارجية الذين أحالوه بدورهم إلى القادة في قمتهم ، مشيرة إلى أن مشروع القرار الجديد يدعو إلى تطبيق قرار قمة شرم الشيخ في هذا الشأن لاسيما أنه تم إعداد البروتوكول التنفيذي للقوة من قبل رؤساء أركان الجيوش العربية خلال اجتماعين عقدوهما بالقاهرة في شهري افريل وجوان من العام الماضي.

خلاف بشأن مقعد سوريا ..تأييد سعودي للمعارضة ورفض جزائري

وعقدت القمة العربية في موريتانيا، الإثنين، في ظل خلاف بشأن إمكانية منح مقعد سورية للمعارضة، ووسط أنباء عن إمكانية تقليص مدة “قمة نواكشوط” إلى يوم واحد بدل يومين. وذكرت مصادر أن بعض الدول الأعضاء، بينها المملكة العربية السعودية، طرحت أن يمثل وفدٌ من المعارضة السورية بلاده في القمة بدل أن يبقى الكرسي شاغراً، الأمر الذي رفضته دول عربية أخرى وعلى راسها الجزائر ومصر وعمان الى جانب لبنان وفلسطين اضافة الى ليبيا و تونس، فيما اختارت موريتانيا الحياد.وبحسب مصادر خاصة فإنه يرجح أن يتم تقليص مدة القمة إلى يوم واحد بدل يومين، كما كان مقرراً، و بعد الجلسة المسائية، عقدت جلسة علنية للإعلان عن البيان الختامي للقمة.

قرارات وتوصيات تتمخض عن” إعلان نواكشوط”

وصاحبت وصول القادة العرب المشاركين والوفود، إجراءات أمنية مشددة حول مقرات عقد القمة، فيما بدأت الوفود الإعلامية في الوصول إلى المركز الإعلامي القريب من خيمة يطلق عليها المسؤولون الموريتانيون “خيمة العرب”.و بدأت  جلسة افتتاح بكلمة للوفد المصري، برئاسة رئيس الوزراء شريف إسماعيل، الذي ترأست بلاده الدورة الماضية، قبل أن تتسلم موريتانيا رئاسة “قمة الأمل” العربية، ليلقي الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، خطاباً بصفته رئيساً للدورة الحالية، ثم القى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، كلمة.واعقب أبو الغيط كل من رئيس الاتحاد الأفريقي، إدريس ديبي، والمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فضلاً عن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إياد مدني، ورئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان.وبعد الجلسة الافتتاحية، التي تخللتها كلمات القادة ورؤساء الوفود المشاركة، عقدت جلسة مغلقة يتم خلالها اعتماد جدول أعمال القمة..