قوي عقيدتك

قوي عقيدتك

كما تعلمون في جيلنا هذا يسهل على الجميع رؤية عادات وتقاليد الأديان الأخرى، سواء عن طريق وسائل التواصل الحديثة، أو بالسفر إلى دولهم، فلا شكَّ أن من يجهل هذه الأمور سينبهر بما يراه، وقد يقلدهم؛ لذا أتينا بأبرز أسباب فساد العقيدة في الزمن المعاصر:

– يُعَدُّ الجهل بالعقيدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فساد العقيدة الإسلامية، فإذا كبِرَ الإنسان ولم يتعلم العقيدة السليمة، وواصل حياته دون اهتمام بها، أو رغبة في تعلمها، يسهل عليه الضياع ما بين الشبهات والإعجاب بالأديان الأخرى؛ لأن لا أساس لعقيدته في قلبه، وقد يَتْبَعُه أمثاله من الجهال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا، فسُئلوا فأفتَوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضَلُّوا”. البخاري.

– نرى كثيرًا من الناس يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، بالرغم من نَهْيِ الإسلام عنها، زاعمين بأن هذه عادات آبائهم وأجدادهم، وهذا ما يسمى بالتعصب وإغلاق العقل، وقد أشار القرآن الكريم إليهم في سورة البقرة؛ قال تعالى: ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ” البقرة: 170.

– قد نرى اليوم أناسًا يفقهون كثيرًا في الدين، لكنهم يفضِّلون إتباع أهوائهم، فهم يفعلون ما يحبون وما يريدون دون ضوابط؛ قال تعالى ” أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ” الجاثية: 23. فكيف يمكننا تعزيز عقيدتنا؟

– يجب على الآباء تربية الأبناء على العقيدة السليمة؛ لأن التربية هو أول مرجِعٍ خُلُقِيٍّ لأي إنسان على وجه الأرض، ولا شك بأن إتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة تعليمه للصحابة رضوان الله عليهم هو الأسلم والأفضل.

– ترك تقليد الكفار والمشركين في عاداتهم وتقاليدهم، وإتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من التابعين والصالحين رحمهم الله.

 

– عندما نتكلم عن تعزيز العقيدة، فليس هناك أعظم من القرآن في هذا الباب، والسنة الشريفة، فيها ستجد كل الإجابات على أسئلتك، فمن كان يريد الحق، فعليه بالقرآن والسنة.

وأخيرًا تبين أهمية صلاح العقيدة من خلال هذا التحصيل العقدي، الذي يستهدف أولياء الأمور والآباء، وأن لا معنى لحياة الإنسان دون التوحيد، فعلى الآباء زيادة الحرص على تعليم أبنائهم العقيدةَ السليمة، فالاعتصام بحبل الله أمر سهل، لكن التمسك به يتطلب الكثير من الصبر.

موقع إسلام أون لاين