كفى بالعلمِ في الظلمات نورا
يُبيّن في الحياة لنا الأمورا
فكم وجد الذليل به اعتزازًا
وكم لبِس الحزين به سرورا
تزيد به العقول هدىً ورشدًا
وتَستعلي النفوس به شعورا
إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ
ولم يَبنوا به للعلم دورا
فإن ثيابهم أكفان موتى
وليس بُيوتهم إلاّ قبورا
وحُقَّ لمثلهم في العيش ضنك
وأن يدعوا بدنياهم ثُبورا
أرى لبّ العلا أدبًا وعلمًا
بغيرهما العلا أمست قشورا
أأبناء المدارس أنّ نفسي
تؤمّل فيكم الأمل الكبيرا
فسَقيًا للمدارس من رياض
لنا قد أنبتت منكم زهورا
ستكتسب البلاد بكم عُلُوّاً
إذا وجدت لها منكم نصيرا
فإن دجت الخطوب بجانبيها
طلعتم في دُجُنَّتها بدورا
وأصبحتم بها للعزّ حِصناً
وكنتم حولها للمجد سورا
إذا ارتوت البلاد بفيض علم
فعاجز أهلها يُمسى قديرا
ويَقوَى من يكون بها ضعيفًا
ويَغنَى من يعيش بها فقير
مقتبسة من شعر معروف الرصافي في قصيدة عن العلم والمعلم