كم شهيدا سنُنجب..

كم شهيدا سنُنجب..

منذ أول يوم لزواجهما اندلعت الحرب.. ودّعها، لتأخذ به رياح الغربة بعيدا.
هناك حيث هو.. لا حديث إلاّ عن الجزائر والشهداء. بالشوارع.. بالمقاهي.. بالتلفزيون.. بالإذاعة. في كل مكان.. يمجّدون ويمدحون الشهيد. حتى بأحلامه، لم تفارقه صور وطنه وفخر الشهادة هناك.. بدأ الحنين يعصف به بكل ما أُوتيَ من نوستالجيا.
الوضع على حاله.. انتظر طويلا. تسلّل الملل إليه.. نفذت آخر قطرات صبره..
عاد لدياره.. استقبلته زوجته غاضبة ساخطة: أنظر ما فعلته أسلحتهم بنا.. تبا لهم.
قاطعها قائلا: لا تكترثي لدباباتهم العقيمة وتعالي نخطط كم شهيدا سنُنجب..

سمير دعاس