كنوز رمضانية.. تأملات في الصيام

كنوز رمضانية.. تأملات في الصيام

يقول الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” البقرة: 183. حينما ننظر لأقوال العلماء في هذه الآية، نجد لفتات جميلة، فالله بدأ الآية بنداء المؤمنين وهذا محبب للنفس كونه ربط الصيام بالمؤمنين، ثم يخبرنا أن صيامنا وامتناعنا عن الطعام والشراب ليس خاصًّا بنا فقط، بل كتبه الله على مَن سبقونا من الأمم السابقة؛ مما يشعرنا بالأنس والراحة فنرغب بمنافستهم بالخيرات، ولا نستثقلها، ويختم الله سبحانه بالهدف الرئيسي من الصيام، وهو “لعلكم تتقون”؛ أي: يا مَن آمنت بالله وأحببتَ طاعته، وقمتَ بها بالوجه المطلوب، صيامك ها هنا سيكون سبيلك للوصول لمنزلة التقوى؛ يقول ابن القيم رحمه الله في تعريف التقوى: “حقيقتها العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابًا أمرًا ونهيًا، فيفعل ما أمر الله به إيمانًا بالآمر وتصديقًا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيمانًا بالناهي وخوفًا من وعيده”. يقول السعدي رحمه الله باختصار: إن الصيام من أكبر أسباب التقوى:

– ففيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

– وفيه أن الصائم يترك ما حرَّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى.

– وفيه أن الصائم يدرِّب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسُه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه.

– وفيه أن الصيام يُضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي.

– وفيه أن الصائم في الغالب، تكثُر طاعته، والطاعات من خصال التقوى.

– وفيه أيضًا أن الغني إذا ذاق ألَمَ الجوع، أوجب له ذلك مواساةَ الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى”. إذا، الله لم يأمرنا بالصيام لنترك الطعام والشراب فقط، بل أمرنا به وسيلةً لتتهذَّب أنفسنا وتتزَّكى.

من موقع إسلام واب