كنوز رمضانية.. يعلمنا رمضان

كنوز رمضانية.. يعلمنا رمضان

– يعلمنا رمضان أن السعادة الحقيقية هي سعادة الروح لا سعادة الجسد بأعراض الدنيا الفانية؛ فإن اللذة التي يجدها الصائم وهو يتقلب بين أعطاف العبادات المتنوعة بإخلاص تام وإقبال صادق. لذة لا تساويها لذات الحياة الجسدية، فكم يجد الصائم في رمضان من الحلاوة والراحة والطمأنينة في صيام شرعي صحيح، وتلاوة متدبرة، وقيام خاشع،  فيقول بلسان حاله: “إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب”.

– ويعلمنا رمضان أن الإنسان ضعيف يرهقه فقد اللقمة والشربة والشهوة، ويعييه تأخر الحاجة الجسدية، ويكاد أن يفقد صبره إذا امتد نهار الصيام قليلًا؛ قال تعالى: ” وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ” النساء: 28. فلماذا يتكبر هذا العبد الضعيف على مولاه، ويسطو بالطغيان على مخلوق سواه، ولو حُبس عنه قليل من الطعام والشراب انهارت قواه؟ فاعرف ضعفك في رمضان حتى تقبل على عبادة ربك القوي، وتشفق على الضعفاء من خلقه.

– ويعلمنا رمضان فقه ترتيب وقت الحياة، فالوقت هو رأس مال الإنسان في الدنيا، والمضي به بدون ترتيب قد يؤدي إلى خسارته، والمغبون حقًّا من خسر وقته. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”. فجاء رمضان ليشير علينا بترتيب أوقاتنا؛ حيث جعل الله للصيام زمنًا محددًا وللفطر زمنًا معينًا، ولبدء الإمساك حيًنا موقوتًا، وللإفطار زمانًا معروفًا، وبنى كل ذلك على توقيت زمني.

– ويعلمنا رمضان التحلي بصفة الكرم والسخاء، وأنها من الصفات الحميدة التي يحبها الله ويحبها الخلق، وذلك بحث الصائم على تفطير الصائمين؛ فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائمًا، كان له، أو كُتب له مثل أجر الصائم، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئًا”. رواه أحمد.

 

من موقع إسلام واب