أكدت مجلة أمريكية في تقرير لها، حول مساهمة تعاليم الدين الإسلامي في الحد من انتشار “كورونا”. وفي تقرير للباحث الأمريكي كريج كونسيدين نُشر في 21 مارس 2020، بمجلة “نيوزويك”، نقل فيه عن الدكتور أنتوني فوسي عالم المناعة، والدكتور سانجاي جوبتا المُراسل الطبي، قولهما: إن “التزام النظافة الصحية، والحجر الصحي، أو ممارسة العزل الاجتماعي عن الآخرين؛ أملاً في الحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية، تُعد أكثر التدابير فاعلية لاحتواء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد”. وطرح كونسيدين، الذي صدر له مؤلفان تناول فيهما الإسلام، سؤالاً حاول الإجابة عنه، قائلاً: “هل تعلمون من الذي أوصى بالتزام النظافة والحجر الصحي الجديد في أثناء تفشي الأوبئة؟”، فأجاب قائلاً: “نبي الإسلام مُحمد، قبل 1400 عام”.
ورأى الكاتب أنه “على الرغم من أنَّ نبي الإسلام ليس بأي حال من الأحوال، خبيراً تقليدياً بالمسائل المتعلقة بالأمراض الفتاكة، فإنه كانت لديه نصيحة جيدة لمنع ومكافحة تطور الأوبئة مثل فيروس كورونا المستجد”. ويقول إن النبي محمد قد أوصى بعزل المصابين بالأمراض المُعدية عن الأصحاء، وحثَّ البشر على التزام عادات يومية للنظافة قادرة على حمايتهم من العدوى، مستعرضاً عدداً من الأحاديث النبوية المتعلقة بالنظافة.
وأضاف: “محمد قال: إذا ما سمعتم بانتشار الطاعون بأرض ما فلا تدخلوها، أما إذا انتشر الطاعون في مكان خلال وجودك فيه فلا تغادر هذا المكان. وقال أيضاً: المصابون بأمراض مُعدية يجب إبقاؤهم بعيداً عن الآخرين الأصحّاء”. ويتبع الكاتب القول متسائلاً: “في حال مرِض شخص ما، فما النصيحة التي سيُسديها النبي محمد إلى البشر الذين يتكبدون الألم؟”، فأجاب الكاتب: إنه “بالفعل سيُشجعهم على السعي للحصول على العلاج الطبي والأدوية”.
واستشهد بالحديث النبوي الشريف عن أسامة بن شريك، قال: قالت الأعراب: يا رسول الله، ألا نتداوى؟ قال: “نعم، يا عباد الله تداووا؛ فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاء، إلا داءً واحداً”، قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال، “الهِرَم”. وقال الكاتب إنَّ نبي الإسلام كان حكيماً في الموازنة بين الإيمان والعقل. فخلال الأسابيع الأخيرة رأى البعض أن الصلاة وحدها قادرة على حمايتنا من فيروس كورونا، وليس التزام القواعد الأساسية للعزل الاجتماعي والحجر. وفي نهاية مقاله حثَّ كونسيدين على تأمُّل العبرة من القصة التي رواها الترمذي بأنه ذات يوم جاء أعرابي يستشير النبي في أمر ناقته، “قال الرجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل أم أطلقها وأتوكل، قال: أعقلها وتوكل”. وقال الكاتب إنه على الرغم من أنَّ نبي الإسلام أوصى بأن الدين دستور جامع لحياة البشرية، فإنه حث أيضاً على إتباع الأسباب الاحترازية اللازمة لضمان استقرار وسلامة ورفاهية الجميع. بمعنى أنَّه حث البشرية على عدم التخلي عن “الفطرة السليمة”.