كيف تحسن أخلاقك مع الناس ؟

كيف تحسن أخلاقك مع الناس ؟

أن تحسن أخلاقك مع الناس، وتحسن تعاملك معهم، وتفرِّج كربهم، وتساعدهم قدر المستطاع، ولا تحسدهم على ما آتاهم الله من فضله، وأن تستر عيوبهم ولا تفضحها بين الملأ، وإن لم تستطع ذلك، فكفَّ شرَّك عنهم؛ وسترى مَنْ يدعو لك منهم بظهر الغيب. فعلى قدر ما يمسك الإنسان نفسه، ويكظم غيظه، ويملك لسانه، تعظُم منزلتُه عند الله عز وجل وعند الناس، وعلى قدر ما يتجاوز عن الهفوات، ويقيل من العثرات، تدوم مودَّتُه ويأنس به الناس؛ قال تعالى: ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ” فصلت: 34، 35، وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق” حسنه الألباني.

ومن صور التعامل الحسن الذي حثَّنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن نكافئ من صنع إلينا معروفًا، فإن لم نجد فلا نبخل عليه بالدعاء؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه، ومن استجاركم فأجيروه”. صححه الألباني. انظر إلى صاحب الخلق الحسن إذا مات، كيف يحرص الناس على تشييع جنازته والدعاء له، وأما الرجل السوء وصاحب الخلق السيئ، فإذا مات فهو المستراح منه، ولن يحرص الناس في الغالب على تشييع جنازته أو الترحُّم عليه، وقد جاء عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ عليه بجنازة، فقال: “مستريح ومستراح منه” قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: “العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُّ”. رواه البخاري.

موقع إسلام أون لاين