الرئيسية / الشريعة و الحياة / كيف تستثمر في عمرك ؟

كيف تستثمر في عمرك ؟

إنَّ الوقت هو عُمر الإنسان، ورأس مالِه في هذه الحياة؛ ذلك أنَّ كلَّ يوم يمضي على الإنسان يأخذ من عُمره ويُقَرِّبه إلى أَجَلِه، فكان حري بالعاقل أن يستغلَّ ويمضي هذا الوقت الذي مَنَحَهُ الله إياه فيما يرضي ربه، وأن يحقِّق لنفسِه السعادة في الدُّنيا والآخرة، وفي هذا قال الحسن البصري ” يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل، وأنت تعلم فاعمل، فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل. ولقد نظرَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشمسِ عند غروبِها فقال: “لم يبقَ من دُنياكم فيما مضى منها إلا كما بقِيَ من يومكم هذا فيما مضَى منه”. رواه أحمد. والوقتُ ثمينٌ بلحَظاته، ويزيدُ نفاسةً إذا لم يبقَ منه سوى اليسير، واللهُ أقسمَ به فقال: ” وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ” العصر: 1، 2، ومن الناسِ من كتبَ الله له فُسحةً في العُمر، ومنهم من يخطَفُه الأجلُ سريعًا، وخيرُ الناس من عاشَ في لحَظاتها ليرتقِيَ بها إلى آخرته.

إن الوقت من أغلى النعم على الإنسان، لأنه وعاء كل عمل وانتاج، فيحرم على المسلم تضييع وقته وهدره في أمور تضره ولا تنفعه، فمن جهل قيمة وقته ندم بعد فوات الأوان.

يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى ” فوا عجبا من مضيع لحظة يقع فيها فلتسبيحة تغرس له في الجنة نخلة أكلها دائم وظلها في السماء “. لذلك جاء النص عليهما في الحديث الشريف: ” نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس؛ الصحة والفراغ ” ولذلك قال العلماء: أهم نعم الله عز وجل على العبد ثلاث: الإيمان والصحة والفراغ. فأن يجد إيماناً وصحةً وفراغاً فهو رأس المال كله، ومعنى مغبون فيهما كثير من الناس، الغبن: أن تشتري سلعة بأكثر من قيمتها الحقيقية، أو تبيع سلعة بأقل من قدرها، هذا غبن أيضاً، وأكثر الناس مفرطون في الصحة والفراغ، ولذلك فهم مغبونون أشد الغبن، وهناك قلة من الناس لم يغبنوا، كما نص عليه الحديث قال: ” نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس” يعني: هناك قليل تلافوا ذلك الغبن، وهؤلاء القليل هم الفائزون. فأثمن شيء تملكه هو الوقت، إنه رأس مالك.

الرابط