إن الإنسان عبد ضعيف من جميع الجوانب، فهو ضعيف البنية والإرادة والعزيمة والصبر، وغيرها؛ قال الله عز وجل: ” وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ” النساء: 28، وهذا الضعف يجعله يقع في المعاصي، التي هي سبب للعقوبات؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الذنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة. وهناك أسباب تُعين العبد على الصبر عن المعصية، ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله عشرةً منها، قال رحمه الله: الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة:
– علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها، وأن الله إنما حرَّمَها ونهى عنها؛ صيانةً لعبده عن الدنايا والرذائل.
– الحياء من الله عز وجل؛ فإن العبد متى علِم بنظره إليه، استحيى من ربِّه أن يتعرَّض لمساخطه.
– مراعاة نعمه عليك، وإحسانه إليك، فإن الذنوب تزيل النِّعَم ولا بد، ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمةً نعمةً حتى يُسلب النعم كلها؛ قال الله عز وجل: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” الرعد: 11.
– يقين العبد أن اللذة الموجودة في بعض المعاصي بمنزلة طعام لذيذ لكنه مسموم: ما يوجد في بعض الذنوب والمعاصي من مسرَّة عاجلة، فهي بمثابة من يأكل طعامًا لذيذًا مسمومًا، يلتذُّ به وفيه هلاكه. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: للذنوب تأثيرات قبيحة، مرارتها تزيد على حلاوتها أضعافًا مضاعفة.
– يقين العبد أن الذنوب لها عقوبة لكن قد يتأخَّر وقوعها استدراجًا: الذنوب لابد لها من عقوبة؛ لكن قد يتأخر وقوعها؛ استدراجًا من الله؛ قال عز وجل: ” سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ” الأعراف: 182، 183، قال بعض السلف: كلما أحدثوا ذنبًا أحدثنا لهم نعمة.
– محبة الله سبحانه وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه.
من موقع وزارة الشؤون الدينية