يزيد من تعميق الخلاف وتوسيع الهوة بين الأزواج

كيف نتجنب استحضار الماضي أثناء الخلافات؟

كيف نتجنب استحضار الماضي أثناء الخلافات؟
  • حلول عملية ناجعة في حال تم اتباعها بجدية

 

غالبًا ما يلجأ الأزواج، وخاصة النساء، أثناء خلافاتهم إلى استدعاء مشكلات سابقة لا تمت بصلة للمشكل الحالي، مما يُشتت الانتباه عن المشكلة الحالية ويبعده تماما عن الحل، فيتصاعد التوتر مما يُعيق الحوار البنّاء.

يقول الخبراء إن استحضار مشكلات قديمة أثناء النقاش ينبع غالبًا من مشاعر غير محلولة أو انعدام التفاهم. يحدث ذلك عندما يشعر أحد الشريكين بأن المشكلات السابقة لم تُعالج بشكل كافٍ، أو كرد فعل دفاعي عند مواجهة الانتقاد. تراكم المشاعر السلبية، مثل الغضب أو الإحباط، يمكن أن يدفع إلى استدعاء الماضي للتعبير عن تلك المشاعر. كما يمكن أن يكون نتيجة لضعف الثقة أو الإحساس بالإهمال العاطفي، مما يجعل من الماضي وسيلة للتعبير عن احتياجات لم تُلبَ. إذا تُركت هذه القضايا دون حل، فإنها تتحول إلى مصدر دائم للتوتر والصراعات المتكررة.

كيف تواجه استدعاء الماضي؟

عندما يستدعي شريكك الماضي أثناء النقاش، قد يكون ذلك تحديًا عاطفيًا، ولكن التعامل معه بهدوء ووضوح يمكن أن يحسن مسار الحوار. إليك ما يمكنك فعله عمليًا:

ابق هادئا ومتماسكا: تجنب الرد بسرعة أو بحدة. خذ نفسا عميقا وركز على الحفاظ على هدوئك. وتذكر أن استدعاء الماضي غالبا ما يعكس مشاعر غير محلولة أو إحباطا قديما.

اعترف بالمشاعر دون تصعيد: بدلا من رفض الحديث عن الماضي، اعترف بمشاعر الشريك بعبارات مثل: “أفهم أن ما حدث في الماضي كان صعبًا عليك”. هذا لا يعني الاتفاق أو تبرير كل شيء، ولكنه يظهر أنك تستمع وتقدر مشاعره.

أعد الحوار إلى الحاضر: أعد توجيه النقاش نحو القضية الحالية بقولك: “أنا أقدر أنك تشعر أن هذا الأمر مرتبط بما حدث سابقًا، لكن دعنا نحاول حل ما نواجهه الآن. يمكننا العودة لمناقشة الماضي لاحقا إذا كنت بحاجة لذلك”. هذه الطريقة تظهر احترامك للماضي مع التركيز على الحلول الحالية.

تجنب الصيغ التي قد تزيد التوتر مثل: “أنت دائما تستحضر الماضي!” وبدلا من ذلك، استخدم عبارات مثل: “أشعر أننا بحاجة للتعامل مع هذه المشكلة بشكل مباشر الآن، لأنني أريد حلها بطريقة تريحنا”.

حدد وقتا لمناقشة الماضي إذا لزم الأمر: إذا كانت مشكلات الماضي تؤثر بشكل متكرر على النقاشات، اقترح تحديد وقت منفصل للحديث عنها بعمق. مثلا: “يبدو أن هناك أمورا من الماضي ما زالت تؤثر علينا. هل يمكننا تخصيص وقت للحديث عنها لاحقًا؟”.

مارس التعاطف والاستماع: أظهر للشريك أنك تسمع مشاعره دون مقاطعة. أحيانًا كل ما يحتاجه هو الشعور بأنه مسموع. وكرر بعض ما قاله للتأكيد على فهمك: “أنت تقول إنك شعرت بالإهمال حينها، أليس كذلك؟”.

حافظ على هدفك: حل المشكلة الحالية: كن واضحا في نيتك لحل المشكلة الحالية. إذا شعرت بأن استدعاء الماضي يعطل التقدم، ذكّر الشريك بلطف بهدفكما المشترك: “أنا أريد أن نجد حلا لهذه المشكلة، حتى نشعر بالراحة ونمضي قدما”.

الاتفاق على وقت منفصل لمناقشة القضايا الماضية: عندما يصر الشريك على استدعاء قضايا من الماضي أثناء النقاش، يمكن الاتفاق على تخصيص وقت لاحق لمناقشتها دون تشتيت الانتباه عن المشكلة الحالية.

إذا أصر الشريك على مناقشته في الحال، كن هادئًا وثابتًا في موقفك، واستمر في اقتراح وقت آخر للحوار. هذا الأسلوب يُظهر احترامك لمشاعره مع الحفاظ على تركيز النقاش الحالي، ويمنحكما فرصة لمعالجة القضايا الماضية في بيئة هادئة ومناسبة.

التوقف عن محاولة الفوز بالنقاش: الخلافات ليست ساحة معركة، بل فرصة لفهم أعمق ونمو مشترك بين الشريكين. السعي للفوز في الجدال أو استحضار أخطاء الماضي لن يحل المشكلة، بل يزيد التوتر ويضعف الثقة.

فكر قبل الرد: في أوقات التوتر، من السهل الانفعال والتصرف دون تفكير، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة. خذ لحظة لتهدئة نفسك وتنظيم أفكارك قبل الرد. الإنصات بهدوء والتفكير بعقلانية يساعدان على التعبير بشكل أفضل، بعيدًا عن ردود الفعل المتسرعة أو استحضار الماضي. هذا النهج يعزز الحوار البناء ويدعم التفاهم المتبادل.

ق. م