لا تبـــالـي
يـا حبيبــــي
لا تبــالـي
بارتبــاكـي واختبالـي
سـرق الهجــر خيــالـي
صادر الصمت كـلامـي
ودمـوع الشـوق لحظـي وجفـونـي
فاعف عنّـي… عفـوك الآن أمـالـي
يـا حبيبـــي
كنت ألفـاظا تهـيم دون قصــد
ترفض الّنـطـق بـأحـزانـي الأليمـة
راعهـا صمت اللّـيالـي
وارتبـاكــات النّدامـى
وأتيت
وأتى الوحـي لأعمــاق الخيــال
صرت ألفـاظا تغنّـي
ترقـص الصّامبــا على أنغام شعــري
صرت شعرا
صرت نثرا
يتحـدّى الصمت
يعـلـو بالخيـال
يا حبيبــي
كنت فـي هجـري حروفـا تتنـاثر
تتحـاشـى وطأ أوراقـي الرّقيقة
لمس أقلامـي وحبري
عارضت تدويـن أشواقـي العميقة
وطلعت
في ظلام اللّـيل بدرا
يحمل الدفء لقلبـي
للحروف التّـائهات عمق حبّـي
فأطاعت
صارت الأحرف نظمـا
يرسم الحبّ قصيـدا من غرامي
يتغنّـى الشّـوق
يسمـو بالخيال
يا حبيبــي
كنت نوحـا داخليّـا
كنت سنفونية الموت وأنّـات الصّـدور
يرفض اللّـحن أنينـي
وشفاهـي النّـطق بالحبّ السّجين
ثمّ عدت
نغمـة تطرب وجدي
تبدل النّـوح ببوح
وأنيني صار آهات الحنين
وزغاريد السّرور
طرب اللّحن لبوحي
وتعالى فوق أسوار المدينة
نغمة تورث اللّـيل السّـكينة
ومصابيح الآمال..