لماذا الاستسلام للذنوب والمعاصي وقد جعل الله تعالى لنا منها مخرجا بقوله سبحانه: ” إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ” سورة هود: 114. تذكروا هذه الوصية النبوية الجامعة، واجعلوها نصب أعينكم “أتبع السيئة الحسنة”، كلما عملت سيئة أتبعها حسنة، بدد ظلام المعصية بأنوار الطاعة، لماذا تستسلم يا أخي؟ ولماذا تستسلمين يا أختي؟ ” والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ” أخرجه الترمذي، والله عز وجل يقول ” إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ” سورة البقرة: 271، ويقول سبحانه ” إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ” سورة التغابن: 17.
إن من أعظم ما يكفر الذنوب والخطايا العفو عن الناس والصفح عنهم، كما قال الله عز وجل ” وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” سورة النور: 22، ومن يتجاوز عن الناس، يتجاوز الله تعالى عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كانَ تاجِرٌ يُدايِنُ النَّاسَ، فإذا رَأَى مُعْسِرًا قالَ لِفِتْيانِهِ: تَجاوَزُوا عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتَجاوَزَ عَنَّا، فَتَجاوَزَ اللَّهُ عنْه” أخرجه البخاري، لماذا تستسلمون، والله عز وجل يقول: ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ” سورة هود: 114. لماذا تستسلمون ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه يقول: ” يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم” أخرجه مسلم. لماذا تستسلمون يا إخوتي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” أرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهَرًا ببابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فيه كُلَّ يَومٍ خَمْسًا، ما تَقُولُ ذلكَ يُبْقِي مِن دَرَنِهِ؟ قالوا: لا يُبْقِي مِن دَرَنِهِ شيئًا، قالَ: فَذلكَ مِثْلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا ” أخرجه البخاري.
موقع الألوكة الإسلامي