لا خير في كثير من نجواهم

لا خير في كثير من نجواهم

فضول الكلام هو الزيادة التي لا فائدة من ورائها، فإذا أدى مقصودَه بكلمة، فذكَرَ كلمتين، فالثانية فضول؛ قال تعالى: ” لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ” النساء: 114. قال عبد الله بن مسعود: “أُنذركم فضول كلامكم، حسبَ امرئ من الكلام ما بَلغ به حاجته”. وقال إبراهيم القيمي: “إذا أراد المؤمن أن يتكلم، نظَر، فإن كان له تكلَّم، وإلا أمسك، والفاجر إنما لسانه رِسلاً رِسلاً”. لأجل ذلك حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ألسنتنا، وأمرنا بالإمساك إلا أن نقول خيرًا، فعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به، فقال: “قل: ربي الله ثم استقم”، قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخافُ عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: “هذا” رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني. وقال عليه الصلاة والسلام: “مثلُ المؤمن مَثلُ النخلة، لا تأكل إلا طيبًا، ولا تضع إلا طيبًا”؛ رواه ابن حبان وغيره، وصحَّحه الألباني. هذا هو لسان المؤمن لا يقول إلا الطيب، وقال عليه الصلاة والسلام: “من صمَت، نجا”؛ رواه أحمد. وقال عليه الصلاة والسلام: “إنك لن تزال سالِمًا ما سكت، فإن تكلمتَ كُتب لك أو عليك” صحَّحه الألباني. قال عطاء بن أبي رباح: “إن من قبلكم كانوا يعدُّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتذكرون أن عليكم حافظين كرامًا كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحيي أحدكم لو نُشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته”. فتَذكَّر: كم من كلمة قلتها فأسعدتك! وكم من لفظة لفظتها أشْقَتك وأحزَنتك!.

موقع إسلام أون لاين