-
العلاقات بين البلدين ضاربة في أعماق التاريخ بأبعاد تاريخية جغرافية ودينية
-
التعاون بين الجزائر وموريتانيا نموذج للتعاون المثمر
-
الثقافة المجتمعية مشتركة بين الشعبين الجزائري والموريتاني وشاملة لجميع مناحي الحياة
-
لا يمكننا مواجهة التحديات الأمنية ما لم تتضافر الجهود
-
موقفنا ثابت في نصرة القضايا العادلة في العالم وهذا يتماشى مع الموقف الجزائري
-
موريتانيا كانت من أولى الدول التي اعترفت بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره
لدى نزولها ضيفة على منتدى “الموعد اليومي” سلطت النائب الموريتاني، السيدة سعداني خيطور، الضوء على العلاقات الثنائية بين موريتانيا والجزائر، مؤكدة على أن هذه العلاقات تاريخية وعميقة، وأشادت بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه التعاون بين البلدين في مجالات عدة منها الاقتصاد والأمن والثقافة. كما تحدثت عن التحديات المشتركة التي تواجههما وضرورة تعزيز التنسيق بينهما من أجل مواجهة تلك التحديات بما يخدم مصالح الشعبين والمنطقة.
وتناولت النائب خيطور العديد من الملفات الهامة التي تعكس تطور العلاقات بين البلدين وتضع رؤية واضحة للمرحلة المقبلة.
بين الجزائر وموريتانيا علاقات تاريخية متينة..
عند الحديث عن العلاقات بين الجزائر وموريتانيا قالت النائب خيطور، إن هذه العلاقات ليست مجرد علاقات عابرة بل هي علاقة ضاربة في أعماق التاريخ مبنية على روابط دينية وثقافية وجغرافية. وأضافت أن هذه العلاقة تمتد عبر العصور، مشيرة إلى أن الشعبين يربطهما مصير مشترك وهو ما جعل من العلاقة بين الجزائر وموريتانيا نموذجا للتعاون الثنائي. وأوضحت النائب، أن هذه الروابط الإنسانية والثقافية تمتد لتشمل التبادل الديني والثقافي بين البلدين، حيث كانت موريتانيا تحتضن العديد من العلماء الجزائريين الذين أسهموا في نقل الفقه الإسلامي والمعرفة إلى الموريتانيين ما يعزز التمازج الثقافي بين الشعبين. وقالت إن هذه العلاقة التاريخية تعتبر حجر الزاوية للتعاون المستقبلي بين البلدين، مؤكدة أن الأواصر الدينية والثقافية تعتبر دافعا إضافيا لتعميق هذه الروابط في المستقبل. وأضافت خيطور، أن الموقف الموريتاني في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية لا يأتي من فراغ بل هو نتيجة لهذا الإرث العميق من التفاهم المتبادل بين الشعبين ورأت أن هذا التاريخ المشترك شكل الأساس الصلب لتطوير العلاقات في كافة المجالات.
قفزة اقتصادية تاريخية..
فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أشارت النائب خيطور إلى أنه قد تم إحراز تقدم كبير في التعاون التجاري بين الجزائر وموريتانيا خلال السنوات الأخيرة. وكشفت أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد زيادة كبيرة، حيث بلغ في عام 2018 نحو 50 مليون دولار في حين وصل اليوم إلى أكثر من 400 مليون دولار. وهذه القفزة الاقتصادية تعكس تزايد التفاهم والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية. وقالت النائب، إنه من أبرز مشاريع التعاون الاقتصادي بين الجزائر وموريتانيا هو معبر “المجاهد إسماعيل أولي الباردي” الذي يربط بين تندوف الجزائرية وزويرات الموريتانية ويشكل شريانا حيويا للتبادل التجاري بين البلدين. ويمتد المعبر على مسافة 860 كيلومترا وهو ما يعزز حركة البضائع والمنتجات بين الجزائر وموريتانيا. وأضافت أن هذا المشروع، سيؤدي إلى تسهيل حركة التجارة، ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي ويسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين في البلدين. وأوضحت النائب، أن هذه المشاريع هي بداية لمشاريع أخرى في المستقبل تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون لتشمل مجالات أخرى مثل الطاقة والصناعات الثقيلة.
التحديات الأمنية والتعاون الثنائي..
في سياق التحديات المشتركة تطرقت النائب خيطور، إلى القضايا الأمنية التي تمثل أولوية بالنسبة للجزائر وموريتانيا، مشيرة إلى أن الأمن في منطقة الساحل والصحراء يشكل تهديدا مستمرا للمنطقة. وأضافت أن الحدود المشتركة بين الجزائر وموريتانيا التي تمتد لأكثر من 400 كيلومتر تمثل نقطة تماس هامة بين البلدين، ما يجعل التنسيق الأمني بينهما أمرا بالغ الأهمية. وأكدت خيطور، أن البلدين يواجهان تهديدات مشتركة تتمثل في الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة، فضلا عن خطر الإرهاب في المنطقة. وأوضحت أن الجزائر قد نجحت في تطوير استراتيجيات أمنية فعالة في مواجهة الإرهاب، وهو ما يعتبر نموذجا يحتذى به في المنطقة. من جهة أخرى، قالت المتحدثة، إن موريتانيا اعتمدت سياسة شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب تشمل الحلول الأمنية والفكرية، مشيرة إلى أن هذه التجربة تعد من أنجح التجارب في المنطقة. وأشادت ذات النائب، بالجهود المشتركة بين البلدين في إطار التنسيق الأمني، معتبرة أن هذا التعاون يساهم بشكل كبير في ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء. وأضافت، أن هذا التنسيق المشترك يكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة، حيث لا يمكن لأي دولة بمفردها مواجهة هذه التحديات.
موقف ثابت تجاه القضايا العادلة..
وأثارت النائب خيطور، قضية دعم البلدين للقضايا العادلة في الساحة الدولية، مشيرة إلى أن موريتانيا تتبنى مواقف ثابتة حيال القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. وقالت ضيفة الموعد، إن موريتانيا كانت من أولى الدول التي اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية، وأكدت أن هذه المواقف تظل ثابتة في مواجهة الضغوط الدولية. وأضافت أن موريتانيا، مثل الجزائر تدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهي بذلك تمثل جزءا من مجموعة من الدول العربية والإسلامية التي تنحاز بشكل واضح إلى القضايا العادلة. وأكدت النائب، أن هذه المواقف ليست مجرد تصاريح سياسية، بل هي تعبير حقيقي عن المبادئ الثابتة التي تجمع الشعبين الموريتاني والجزائري في دعم الحق والعدالة في العالم.
التطلعات المستقبلية المشتركة..
وفي ختام حديثها، أشارت النائب خيطور، إلى أهمية التعاون المستقبلي بين الجزائر وموريتانيا، خاصة في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة. وقالت إن البلدين بحاجة إلى تعزيز التنسيق المشترك في جميع المجالات، من أجل دفع عجلة التنمية في منطقة المغرب العربي الكبير. وأوضحت النائب، أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص للتعاون بين الجزائر وموريتانيا، خاصة في مجال التعليم، والاقتصاد، والطاقة. وأكدت على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما، وتشجيع الاستثمارات المشتركة التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل. وأضافت خيطور، أن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من التنسيق بين القيادات السياسية في البلدين، مع العمل على تطوير مشاريع مشتركة تعزز استقرار المنطقة، وتوفر بيئة آمنة للاستثمار والتنمية. إذ في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجه المنطقة، تظل العلاقات بين الجزائر وموريتانيا نموذجا للتعاون المثمر، حيث التنسيق الأمني، التبادل الثقافي، والمشاريع الاقتصادية المشتركة هي الخطوات الأساسية التي ستحدد مسار المستقبل في العلاقة بين البلدين. كما أن التعاون بين الجزائر وموريتانيا، لا يقتصر على الفائدة المشتركة فحسب، بل يشكل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وعامل واعد بتطوير مستقبل مزدهر لمنطقة المغرب العربي بشكل عام.
محمد بوسلامة / إيمان عبروس / زهير حطاب