أعلن الوزير الأول، عبد المالك سلال، مؤخرا، وبالضبط عند زيارته التفقدية إلى ولاية أم البواقي عن إنشاء مؤسسة ثقافية ” عيسى الجرموني” تعنى بالثراث الفني الذي تركه هذا الأخير، ودعم بلدية عين البيضاء مسقط رأس الراحل عيسى الجرموني بمبلغ مالي قدره مليون دج لإنشاء هذه المؤسسة.
وعن هذه المبادرة من الحكومة الجزائرية تحدثت الموعد اليومي إلى بعض الفنانين باختلاف انتماءاتهم الفنية والثقافية وعادت بالموضوع التالي:
عبد القادر بن دعماش : ( رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب)
تأسيس مؤسسة خاصة بعيسى الجرموني دليل على اهتمام الدولة بالتراث اللامادي
مبادرة الحكومة الجزائرية بإنشاء مؤسسة تعنى بتراث الراحل عيسى الجرموني شيء جميل جدا، وهذا يعبر على أن الدولة الجزائرية دخلت مجالا آخر من الاهتمام بالثقافة، وهو التراث اللامادي وتجسيده على الميدان، ومثل هذه المؤسسات موجودة في العالم وهي تحافظ على كل ما تركته الشخصية الفنية أو الثقافية لأن هناك عديد الشخصيات الفنية الجزائرية تحتاج إلى هذه الالتفاتة ولابد من نفض الغبار عنها، والمؤسسة الثقافية تختلف عن المهرجان لأن هذا الأخير مؤقت عكس المؤسسة التي تعمل باستمرار وتحافظ على تراث المنطقة التي ينتمي إليها ذلك الفنان، وشيء إيجابي ما قام به الوزير الأول عبد المالك سلال باتخاذه قرار إنشاء مؤسسة عيسى الجرموني.
وإن شاء اللّه ستكون هذه المؤسسة فأل خير علينا وتتبعها مؤسسات أخرى لشخصيات فنية أخرى لهم من الأعمال الفنية الكثير ، ولابد أن نحافظ على هذا التراث.
زكية قارة تركي (مطربة الحوزي):
مؤكد أن الفنانين القدامى سيطالبون بمؤسسات خاصة بهم
شيء جميل أن تهتم الدولة بالثقافة والفن الأصيل الذي يعبر عن أصالة الفن الجزائري، وللحفاظ على ما تركه الفنانون المبدعون في حياتهم، ولكي يتعرف الجيل الذي يأتي من بعدهم على هذا التراث الفني، وعيسى الجرموني رحمه اللّه قدم الكثير للفن الجزائري ويستحق هذه المؤسسة التي تحافظ على تراثه وأعماله الفنية، وحبذا لو تعمل هذه المؤسسة فعلا لحفظ الذاكرة والاهتمام بالتراث الفني للمنطقة التي ينتمي إليها الفنان عيسى الجرموني، ومؤكد أن كل الفنانين القدامى الذين تركوا بصماتهم على الساحة الفنية، وقدموا أعمالا فنية جادة سيطالب ورثتهم بتأسيس مؤسسة لذويهم من الفنانين، وهذا من حقهم خاصة إذا كان الفنان الذي يتحدثون عنه شرف الفن الجزائري بأعماله الفنية.
نادية بن يوسف: لست ضد إنشاء هذه المؤسسة شرط أن نعرف أهدافها
“لست ضد تأسيس مؤسسة ثقافية خاصة بعيسى الجرموني إذا كانت فعلا ستخدم فن هذا الأخير وتراث المنطقة، لكني ضد استغلال هذه المؤسسة لتحقيق أغراض خاصة من طرف مسيريها.
وهذا لا يمنع أيضا من تأسيس مؤسسات ثقافية وفنية خاصة بكبار الفنانين الجزائريين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر بالفن.. وأكيد سيطالب الفنانون القدامى وذووهم بمثل هذه المؤسسة خاصة من له إرث فني كبير، ولذا كان من الأفضل على الحكومة الجزائرية أن تدعم الأعمال الفنية وتشجع المبدعين على تقديم أعمال جادة تشرف الثقافة والفن في الجزائر بدل إنشاء مؤسسة ثقافية تهتم بأعمال المرحوم عيسى الجرموني.
عبد الحميد رابية: ليس عيسى الجرموني وحده من يحتاج إلى تأسيس مؤسسة
كان من المفروض وبدل إنشاء مؤسسة ثقافية لعيسى الجرموني أن نهتم بالعائلة الثقافية والمؤسسات الثقافية التي تعاني من عدم وجود من يسيرها، فهناك حوالي 20 مسرحا دون مسيّر، فمثلا المسارح الجهوية بعنابة بجاية، البويرة، مستغانم وتيزي وزو لا يوجد مدير يسيرها، وهذا ما يوضح أنه لا توجد سياسة منتهجة وبالأخص للفعل الثقافي، بسبب التقشف الذي أعلنت عنه الحكومة مؤخرا والذي طال بالدرجة الأولى الطبقة الفنية والثقافية بدليل أنه قلص عدد المهرجانات وأبقى على البعض منها فقط. وأيضا الإبقاء على مهرجانات تدعم الفنانين في الخارج وتغلق أبوابها على الداخل، وكيف نفسر استمرار مهرجان وهران للفيلم العربي، والدولة لا تقدم الدعم لإنجاز أفلام سينمائية وتقدم أموالا طائلة للأجانب من أجل الحضور وأيضا لعرض بضاعتهم الفنية بدل الجزائريين الذين همشوا ولم يقدم لهم دعوة الحضور لهذا المهرجان، وأما المؤسستان اللتان تنشطان بقوة في الميدان رغم سياسة التقشف وهما ( مؤسسة الإشعاع الثقافي والديوان الوطني للثقافة والإعلام) مختصتان في جلب الأجانب وإعطائهم الأولوية في تظاهراتنا الثقافية والفنية رغم أننا أحق بها منهم، وأشير أيضا أنه ليس عيسى الجرموني وحده من يستحق إنشاء هذه المؤسسة بل هناك عدة فنانين تركوا بصماتهم وأثارهم على الساحة الثقافية والفنية بحاجة إلى إنشاء مؤسسة خاصة بهم أمثال حسن الحسني المعروف ببوبڤرة، محمد العنقى، مصطفى كاتب، محي الدين بشطارزي…
ولذا فعلى المعنيين بالشأن الثقافي عندنا إعادة النظر في السياسة المنتهجة ضد القدامى من الفنانين لأن وضعية هؤلاء كارثية، ولابد من وضع مخطط محكم للخروج من هذه الأزمة الثقافية بدل إنشاء مؤسسات ثقافية دون فائدة.
محمد عجايمي: اهتموا بالأحياء أولى لأن الموتى عند ربهم يرزقون
من جهته الفنان المبدع محمد عجايمي ذكر أنه على الحكومة الجزائرية وبدل تأسيس مؤسسات خاصة بالفنانين الذين رحلوا، أن تقدم الدعم للأحياء خاصة الذين يمرون اليوم بظروف صحية صعبة أمثال عبد المجيد مسكود وطه العامري.. لأن الفنان هو سفير فوق العادة للثقافة الجزائرية داخل وخارج الوطن خاصة المبدعين الحقيقيين الذين تركوا بصمتهم على الساحة الفنية ولهم أعمال فنية تخلد أسماءهم بعد وفاتهم. ومؤكدا أن الفنانين القدامى أغلبهم كانوا مناضلين إبان الثورة بفنهم من أجل إخراج المستعمر الفرنسي من أرض الجزائر الأبية، كالراحل محمد زينان، محمد التوري، علي معاشي العربي زكال والقائمة طويلة، فهؤلاء جميعا أحق بإنشاء مؤسسة تحفظ أعمالهم وتنشرها للأجيال القادمة، وأنا ضد تأسيس جمعية باسم الفنانين للوصول إلى أغراض خاصة لأصحابها وهذا ما نلاحظه في الميدان من طرف بعض هذه الجمعيات، والحمدللّه أنها ليست جميعها من تنتهج هذا الغرض وأيضا لابد من الاهتمام بمن لازالوا على قيد الحياة من فنانين الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني لأنها أولى.
نوال زعتر: لا أؤيد هذه المبادرة ولست ضدها
أنا لست ضد إنشاء مؤسسة خاصة بعيسى الجرموني ولا أؤيد المبادرة لأن الاهتمام بأعمال الفنان لا يتطلب إنشاء مؤسسة خاصة به، بل كان من المفروض أن تكون هناك مؤسسة واحدة تهتم بجميع الفنانين حتى لا تدخل هذه المؤسسات في حرب مصالح، وكل واحد يطلب من الدولة تدعيمه، ويكون هذا على حساب الفنانين الآخرين المغلوبين على أمرهم، والذين لا يقدرون على المطالبة بإنشاء مؤسسة خاصة بهم لحفظ ما تركوه من أعمال، خاصة وأن أغلب القدامى من الفنانين يعانون التهميش ولم يعد هؤلاء يعملون والجميع يتجاهل السبب وحبذا لو يعاد النظر في هذه السياسة المنتهجة ضد القدامى من الفنانين بدل إنشاء مؤسسات ثقافية بعد وفاتهم.