لغة القرآن

لغة القرآن

إن اللغة العربية هي وعاء الكتاب الخالد بها أنزل وحفظ.. وكل متعلم ومعلم في حاجة إليها؛ لأنها أساس كل علم ومناطه؛ فاللغة العربية خير اللغات والإقبال على تفهمها من العبادات؛ إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين؛ كما أنها أمتن اللغات وأوضحها بيانا وأذلقها لسانا وأمدها رواقا وأعذبها مذاقا، ومن ثم فقد اختارها الله تعالى لأشرف رسالة ولخاتم أنبيائه، وجعلها لأهل سمائه وسكان جنته، وأنزل بها كتابه المبين، وهي لغة الإيجاز والبيان والإعراب والبلاغة والفصاحة. ولغتنا العربية تمثل المضمون الروحي لشخصيتنا العربية وهي مناط قوميتنا وأساس تراثنا؛ ومادة ثقافتنا وحضارتنا، وهي مستودع رسالة السماء الخالدة؛ وبهذا فهي لا تنفصل عن الدين فقد سارت في ركاب الإسلام؛ وحلت حينما حل؛ فكانت أداة التواصل الروحي والبدني والديني والفكري بين الأمم والإسلام. والمسلم يحتاج إلى لغته العربية ليفقه دينه ويؤدي العبادات المفروضة عليه ولكي يأخذ دينه من منبعه الأصيل؟”. ويكفي اللغة العربية فضلا أنها لغة القرآن الكريم، قال الله تعالى: “وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ” الشعراء:192-195.

يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: “اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون”. وقد فضلت اللغة العربية بالقرآن الكريم، وبه شرفت وارتفعت وخلدت وعلت، كما استطاعت أن تكون أداة طيعة لآيات الذكر الحكيم، ومعانيه العظيمة، وذلك بأساليبها التعبيرية الفائقة البديعة. يقول الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى “إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون” يوسف:2: “وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات، وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكَمُل من كلّ الوجوه” تفسير ابن كثير:3/121. ولهذا كانت العلاقة عضوية وأساسية بين اللغة العربية والقرآن الكريم، فاللغة وعاء الكتاب الخالد، بها نزل وحفظ وخلد، والقرآن الكريم شرفها ورفعها وزادها فخرا وثراء وعظمة؛ ولذا فكل مسلم محتاج إلى هذه اللغة الشريفة؛ ليفقه دينه ويؤدي العبادات المفروضة؛ ولكي يأخذ الدين من منبعه الأصيل.. كما أن كل عالم ومتعلم في حاجة لهذه اللغة لأنها الأساس لكل علم ومناطه. يقول الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله: “وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها”. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: “اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها”.

 

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي