لماذا النفس أمارة بالسوء ؟

لماذا النفس أمارة بالسوء ؟

إن سبيل التخلص من شرور النفس هو تزكيتها ورعايتها ومعاهدتها، وقد أقسم الله في كتابه أحَدَ عَشَرَ قَسَمًا متتاليةً على ثناء مَنْ زكَّاها، وخيبة من دساها، فقال سبحانه: “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا” الشَّمْسِ: 1-10. وامتن الله على المؤمنين بأعظم النعم فقال: ” لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” آلِ عِمْرَانَ: 164، وقال: ” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” الْجُمُعَةِ: 2، وأخبر الله تعالى أن تزكية النفس وسيلة للفَلَاحِ والفوز بالجنة فقال: ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى” الْأَعْلَى: 14-15. إن تزكية النفوس لا تتأتى إلا بمقام الإحسان؛ أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، لا تتأتى إلا بمخالفة الهوى وملازَمة التقوى، لا تتأتى إلا بمخالفة النفس الأمارة بالسوء، وترك ملذَّاتها وشهواتها، فعداوة النفس مثل عداوة الشيطان، إن النفس أمارة بالسوء وهي ظلومة وجهولة، تُصاب بالعُجْبِ والكبرياء، والحسد والرياء، والغضب والحرص والطمع، والشح والبخل والخوف والجشع، وغير ذلك من الأمراض، فتزكيتُها إفراغها وتطهيرها من تلك الأعراض، تزكية النفس بالتحلي بمكارم الأخلاق، والسلوك الحسن، والآداب الشرعية؛ كالمحبة والإخلاص، والصبر والصدق والتواضع، والخوف والرجاء، والكرم والسخاء، والتوبة والاستغفار وتذكُّر الموت والفَناء، والإعراض عن الدنيا والإقبال على الله تعالى. الكَيِّسُ من دان نفسه وحسمها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأمانيَّ، فحاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا؛ فإنه أهون في الحساب غدا أن تحاسِبوا أنفسَكم اليومَ وتَزَيَّنوا للعرض الأكبر على الله، ” يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ” الْحَاقَّةِ 18.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية