لم تعد متمسكة بالمبدأ الأساسي المنشود منذ عقود لإحلال السلام في الشرق الاوسط , في انزلاق خطير … واشنطن تتخلى عن حل الدولتين

لم تعد متمسكة بالمبدأ الأساسي المنشود منذ عقود لإحلال السلام في الشرق الاوسط , في انزلاق خطير … واشنطن تتخلى عن حل الدولتين

أعلن مسؤول في الإدارة الأميركية، أن “واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين”، في موقف جاء  قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى

البيت الأبيض امس الأربعاء.

 وقال “إن الإدارة الأميركية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا يكن هذا الاتفاق”.كما اعتبر أن “حلاً على أساس دولتين لا يجلب السلام، ليس هدفا يريد أي أحد تحقيقه”، مضيفا أن “السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين إذا كان هذا ما يريده الطرفان، أم عن طريق حل آخر إذا كان هذا ما يريدانه”.يذكر ان حل الدولتين، أي اسرائيل وفلسطين، “تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام”، هو ركيزة التسوية السلمية في الشرق الأوسط، التي سعى للتوصل إليها كل الرؤساء الأميركيين المتعاقبين منذ ربع قرن ونيف.ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحدث منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في العشرين يناير قطيعة مع مواقف كل أسلافه من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، إذ صرّح أنه يفكر “بكل جدية” بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، كما أنه رفض اعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عائقا أمام التوصل إلى اتفاق سلام.ويعني هذا الموقف أن ترامب الذي استقبل نتنياهو في البيت الأبيض، امس  الأربعاء للمرة الأولى منذ تسلمه السلطة، لا يعتزم على الأرجح الضغط على ضيفه للقبول بقيام دولة فلسطينية.بالمقابل ردت وزارة الخارجية الفلسطينية، امس الأربعاء، بالقول “أمام الانزلاق المحتمل للموقف الأميركي، سوف نسعى لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين، كخيار أفضل من وجهة نظر غالبية المجتمع الدولي”.وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أن الانطلاقة في تحقيق ذلك، يجب أن تكون من الاتحاد الأوروبي “رغم معرفتنا بوجود بعض الدول فيه التي سوف تتعامل إيجابا مع هذا الانزلاق المحتمل في الموقف الأميركي”.وأضاف البيان “إذا ما صدقت التسريبات الصحفية التي نسبت إلى (مصدر مسؤول) في البيت الأبيض، بتراجع إدارة ترامب عن تبني حل الدولتين، فهذا يعني نجاحاً أوّلَ وفورياً لنتنياهو حتى قبل بدء المشاورات مع الرئيس الأميركي وحاشيته، ما من شأنه أن يعزز وضع نتنياهو في تلك المحادثات”.وشددت الخارجية على أنه “في حال صدقت هذه التسريبات فهذا يعني تحولاً خطيراً ليس فقط للإدارة الأميركية ونظرتها لكيفية إنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وإنما أيضاً في انعكاساته على مواقف دول أخرى في العالم، مما يفتح المجال لشتى أنواع وأشكال الحلول لهذا الصراع الدائم”.وأضافت “نحن ندرك تماماً أن موقف الائتلاف اليميني الفاشي الحاكم في إسرائيل الرافض لحل الدولتين، ينطلق من مبدأ أن لا وجود أو إمكانية لوجود دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل، ما بين النهر والبحر، وأمام إسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، يمكن أيضاً لعقول اليمين الحاكم في إسرائيل أن تتفتق على أشباه حلول في مجملها تبقي السيطرة الأبدية على كامل الأرض لإسرائيل، مع إخضاع من بقي أو رغب في البقاء من الفلسطينيين لشتى أنواع الذل والإهانة ضمن حقوق قد لا تتعدى الحقوق المدنية لمجموعة من السكان”.وأكدت أن “خروج هذا التسريب للعلن قبيل المحادثات الإسرائيلية الأميركية هو نذير شؤم، ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي”.ولفتت إلى أنّ مرحلة صعبة جداً ستواجه أصحاب رؤية حل الدولتين، خاصة أن رؤيتهم السياسية كانت مبنية بالكامل على هذا المبدأ لفترة زمنية طويلة، وأي تغيير في الموقف الأميركي سوف يضعضع من قدرة هذا المبدأ على الثبات والاستمرارية لفترة طويلة. كما اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوى، امس الأربعاء، أن إعلان مسؤول فى البيت الأبيض، أن واشنطن، لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، تعبر عن سياسة “غير مسئولة”.وقالت عشراوى”هذه ليست سياسة مسؤولة ولا تخدم قضية السلام”.من جانبه حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل، من شن حرب إسرائيلية جديدة على قطاع غزة.وقال مشعل، في كلمة ألقاها من العاصمة القطرية الدوحة، امس  الأربعاء “العدو يتوعدنا بحرب جديدة، ونحن نحذّره من السعي وراء شن أي حرب جديدة”. وأكد أن خيار الفلسطينيين هو “الصمود والقتال الضاري بلا هوادة”.وأشار إلى أن “حماس طورت من أدوات المقاومة، ووصلت إلى بناء جيش محترف (كتائب القسام)، أذل الجيش الإسرائيلي في المواجهات السابقة”.وفي سياق آخر، شدد على أنّ حركة “حماس” متمسكة بثوابتها ولا تُغير رؤيتها أو مشاريعها، مضيفاً “كما يُحسب لحماس ترسيخ الديمقراطية والشورى في بنيتها الداخلية” (في إشارة إلى انتخاباتها الداخلية). وفي سياق آخر، اعتبر مشعل أن العوامل الخارجية أساس في الانقسام الفلسطيني، لكن العامل الداخلي هو الأهم في إبقاء الانقسام وإفشال الوصول للمصالحة.وتابع “لكن رغم كل التحديات اكتسب شعبنا قدرات ومهارات مميزة تحسب للتجربة الوطنية الفلسطينية ساعدته على الصمود والاستمرارية في مقاومة الاحتلال”.