الأحد , 24 سبتمبر 2023
elmaouid

متحف الحاج محمد الطاهر فرڤاني… فضاء يخلد مشوار فنان خالد

ستحل بعد أيام قليلة الذكرى السنوية الأولى لانطفاء شمعة الحاج محمد الطاهر فرڤاني، ذلك الفنان الذي أثرى الموسيقى الجزائرية الأصيلة، فتربع على عرش أغنية المالوف واستحق لقب عميدها في حياته وتخصيص

متحف دائم لأعماله وذكرياته بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط مدينة قسنطينة بعد وفاته.

وفي تصريح لوأج، أوضح زيتوني عريبي، المدير المحلي للثقافة – المديرية التي بادرت إلى فتح متحف لعندليب سيرتا بالطابق الثاني لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة – أن “محمد الطاهر فرڤاني الذي كان له على مدار أكثر من 6 عقود الدور الرائد في ترسيخ قواعد الغناء القسنطيني الأصيل وفي نشر الأغنية الجزائرية عموما في أكثر من بلد، يحتاج لفضاء مثل هذا ستكون أجنحته بمثابة ألبوم للصور العائلية يعود إليه محبو الحاج كلما راودهم الحنين للتراث الغنائي الجزائري الأصيل”.

وأردف قائلا: “حتى وإن صمت صوت عندليب سيرتا عن الغناء إلا أن كل من يراوده الحنين إلى ذلك الصوت الاستثنائي سيظل المتحف، الفضاء الدائم والملاذ الآمن”.

وقال ذات المسؤول بأن الفضاء المخصص للحاج محمد الطاهر فرڤاني الذي اقترن اسمه بمدينة قسنطينة التي حملها في حنجرته الذهبية وبجسورها التي لم ينافسها سوى صوته الذي صور عنفوانها وجمالها هو “نواة متحف سيتم إثراء محتوياته في وقت لاحق”، مبديا ثقته في تعاون أسرة الراحل والشغوفين بفنه من أجل المساهمة في إنجاح هذه المبادرة التي تستهدف على وجه الخصوص “رد الجميل لفنان أغنى المكتبة الموسيقية الجزائرية بالكثير من الأعمال التي نهل منها الفن الجميل والأصيل”.

وبعد أن أشار إلى أن جميع محتويات هذا الفضاء تم الحصول عليها من أسرة الفنان الراحل على أمل أن تتسع رقعة المتطوعين لاحقا لتعزيز لبنة هذا الفضاء الفتي، كشف أنه ستتاح لزوار أجنحة هذا المتحف “فرصة الاطلاع على المسار الفني لعندليب سيرتا الحافل بالعطاء على اعتبار أنه يتضمن مئات الصور الخاصة به مع كبار المسؤولين بالدولة والفنانين وحتى الصور العائلية وعديد الآلات الموسيقية التي عزف عليها في حفلاته وشهادات التكريم والأوسمة الشرفية التي حظي بها الفنان الراحل”.

ولفت في هذا السياق إلى أنه “تم تخصيص جناح شرفي يضم آلة الكمان التي لطالما رافقت الحاج في ترحاله والتي أهداها لحفيده عدلان السائر على نفس درب الحفاظ على طابع المالوف ووسام العشير الذي منحه إياه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، علاوة على رسالة التعزية التي بعث بها رئيس الدولة إلى أسرة الفقيد إضافة إلى عديد الأسطوانات النادرة”.

وصرح السيد زيتوني عريبي أن هناك “إتصالات جارية مع إدارة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من أجل المساهمة بطريقتها في إثراء هذا الفضاء من خلال تقديم أسطوانات أو تسجيلات نادرة للفنان الراحل”.