هو العلامة ، شيخ علماء الحرم المكي الشريف في عصره، والمدرس بالمسجد الحرام ومدرسة الفلاح بمكة، الفقيه المحقق، الناقد المؤرخ، محمد العربي التباني بن الحسين بن عبد الرحمن بن عبد الواحد، السِّطَيفي الحسني، المالكي الجزائري ثم المكي. ولد الشيخ محمد العربي التباني بقرية رأس الواد من أعمال “سْطيف” بالجزائر، سنة 1315هـ، وحفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره، وبعض المتونِ، على والده، ثم تلقى عن عدة مشايخ أجلهم الشيخ عبد الله بن القاضي اليعلاوي الزواوي، وحفظ نصف الألفية. ثم رحل في السابعة عشرة إلى تونس، وحضر في جامع الزيتونة على بعض شيوخها شهراً، حضر خلاله دروساً في التجويد والنحو والصرف والفقه. ثم رحل الشيخ محمد العربي التباني إلى المدينة المنورة فلازم بها كبار العلماء، لاسيما المالكية منهم، كالشيخ أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي التندغي ت 1336هـ، قرأ عليه “مختصر خليل” بشرح الدردير، و”الرسالة البيانية”، و”سيرة ابن هشام”، و”ديوان النابغة”، و”المعلقات السبع”، و”سنن أبي داود”. أخذ عنه كثير من أهل مكة والوادرين عليها، حتى قال أحدهم في حقه إنه أصبح ركنا “من أركان بيت العلم بمكة المكرمة”، وباستعراض أسماء الآخذين عنه، يتبين حاله، ومنزلته بين علماء مكة في ذلك الوقت. بعد أن استقر الشيخ العربي في مكة المكرمة، والتحق بالتدريس في مدارس الفلاح بها، شرع في التأليف، وأخذ يكتب وينقد ويفند، وكان رحمه الله غيوراً شديد الغيرة، على العقائد الإسلامية، والأفكار الدينية، فلم يأل جهده في الذب عنها، وتحرير المباحث والكتب في تنقية الجو الديني العام، وتصفية الأفكار من تلك السموم الدخيلة على المجتمع، بسبب الانفتاح الذي طرأ على العالم الإسلامي. ولا زلنا إلىٰ اليوم نعيش آثاره الذي منيت به مجتمعاتنا.