أكد المشاركون في الندوة التاريخية، التي نظمت بمنتدى المجاهد، الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ67 لأحداث ساقية سيدي يوسف، على أنها تعد فرصة لاستلهام العبر من المجازر التي ارتكبها المستعمر في حق الشعبين الجزائري والتونسي الشقيقين، اللذان تربطهما علاقة أخوية، وبالتالي المضي قدما للتعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة على مستوى المناطق الحدودية، التي تعاني من التهميش، كما أجمعوا على ضرورة تجريم المستعمر، الذي يعد مطلبا شعبيا، خاصة مع التكالب الذي تمارسه فرنسا ضد بلادنا، بمحاولتها التدخل في شؤوننا الداخلية.
عبد الجليل بن رابح.. أحداث ساقية سيدي يوسف محطة من المحطات التاريخية الناصعة
أكد وزير مفوض ونائب سفير تونس بالحزائر، عبد الجليل بن رابح، أن أحداث ساقية سيدي يوسف، امتزجت بها دماء الشعبين ومحطة من المحطات التاريخية الناصعة للشعبيين، ووحدة المصير المشترك، وبالتالي فهي تعد شاهدا على همجية المستعمر وجرائمه التي لا يريد الاعتذار عنها. وأضاف نائب سفير تونس بالجزائر، أن التعاون الذي يشهده البلدان يعد تجسيدا للإرادة في النهوض بالمناطق الحدودية لنكون بنفس مستوى التضحيات الجسيمة، ومواجهة التحديات كالهجرة السرية والجرائم الأخرى، إضافة إلى إقامة شراكة في المجال التجاري والاقتصادي. مشيرا إلى أن أشغال اللجنة الثنائية لترقية المناطق الحدودية، جرت بمشاركة ولاة الجنوب لكلا البلدين، وتوجت بتوثيق خارطة طريق لتنمية المناطق الحدودية، ومؤخرا انعقدت الدورة الثانية لمتابعة مدى تنفيذ بنود اللجنة، ومن أهم مخرجاتها إنشاء منظومة مشتركة لمكافحة الحرائق بوضع خزانات مائية مع تشييد أبراج للمراقبة، إلى غير ذلك من المشاريع التنموية بهذه المناطق، أضف لذلك إقامة دورة رياضية للطواف، التي ستنظم بمدينة الكاف، وستجوب العديد من المدن التونسية وصولا إلى الجزائر.
سعيد مقدم.. التكالب الفرنسي ضد الجزائر يرجع لعدم تقبله استعادة بلادنا لسيادتها كاملة
وبدوره، أوضح سعيد مقدم، الأمين العام لمجلس الشورى للمغرب العربي، أن ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، تتزامن مع بعض الأحداث الهامة، كالتفجيرات النووية بالجزائر، وكذا تحالف وتكالب المستعمر الفرنسي ويمينها المتطرف، عن طريق تسخير إعلامه وإمدادته حتى إقحام البرلمان الأوروبي في الشأن الداخلي لبلادنا، يعود لعدم تقبله استعادة بلادنا لسيادتها كاملة غير منقوصة. وكشف مقدم في تدخله، أن الاحتفال بذكرى هذه المجازر، تتزامن والاستعدادات لذكرى تفجيرات رڨان، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الجرائم المرتكبة التي لا تسقط بالتقادم، أضف لذلك أيضا الاحتفال بقيام الاتحاد المغاربي، وبالمقابل فاجأت فرنسا، الإنسانية بقانون يمجد الاستعمار، متجاهلة جرائمها، التي ظلت عارا يلازمها مدى التاريخ، وبذلك أبانت على حقدها الدفين في إذلال الشعوب وإبقاء البلدان في حكم التبعية، مع تغذية روح التفرقة والانقسام، وهي السياسة التي لن تنطوي على الشعب الجزائري. معتبرا في ذات السياق، رفض المستعمر تسليم أرشيف الجزائر، مؤشر واضح في التنصل من مسؤوليته القانونية، وبالتالي نقول بأنه حان الوقت للبرلمان الجزائري، لاقتراح قانون لتجريم الاستعمار، مذكرا بالمقابل بمعاناة المناطق الحدودية للبلدين، ولهذا أنشأت لجنة التي تعمل بفعالية لتنميتها. وأمام كل هذه المستجدات، نجد أن مستقبلنا مرهون بالتعاون.
ديلمي: تجريم الاستعمار أصبح مطلبا شعبيا
ووصف ديلمي، تونس بالحاضنة للثورة الجزائرية، حيث كانت مميزة في دعمها، وحاليا نحن في معركة الوعي، التي تتطلب فهم كل ما يتعلق برموزنا استعداد للمستقبل لتجريم الاستعمار، الذي يعد مطلبا شعبيا، في حين نجد أن الجزائر وتونس في مسيرة واحدة، حيث أن التاريخ علمنا بأنه بالوحدة يتحقق النصر.
نادية حدار