العلم والإيمان

مراحل إخراج الطعام

مراحل إخراج الطعام

لقد وردت الإشارة إلى كلمة الطعام ومشتقاتها في ثمانية وأربعين موضعًا من القرآن الكريم، لكن الحديث عن مراحل إخراج الطعام، جاءت في موضع واحد فقط، وذلك في قوله تعالى  في سورة عبس: “فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبٌّا ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا “، ويستخلص من هذه الآيات أن إيجاد الطعام يمر بثلاث مراحل هي:  مرحلة صب الماء “المرحلة الأولى”؛ ثم مرحلة شق الأرض “المرحلة الثانية”؛ فمرحلة الإنبات “المرحلة الثالثة”، وهذه المرحلة تقتضي وجود طبقة سطحية تغطي الغلاف الصخري للأرض، تعتبر مهدًا للنباتات، وهي التربة. يمكننا القول: إن النص القرآني الذي نحن بصدد دراسته، يبين وجود علاقة متينة بين تفتيت الصخور “ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا” وبين تكوين التربة الضرورية لعملية الإنبات “فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا “. كما تشير الآيات إلى أن للماء دورًا في إضعاف الصخور وتهيئتها للتفتت والتفسخ “الشق”، حيث تؤكد هذه الآيات على أن مرحلة صب الماء سابقة لمرحلة شق الأرض. إن المراد بالشق هو شق الأرض والتربة بالماء للنفاذ إلى أسفل، أو شق التربة بالنبات شقاً وهي معجزة يراها كل من يتأمل انبثاق النبتة من التربة حيث تنفذ النبتة الرخية النحيلة في الأرض الثقيلة من فوقها، وتمتد إلى الهواء الخارجي بقدرة الخالق وبيده المدبرة التي تشق لها الأرض شقا. أما حين تتقدم معارف الإنسان فقد يَعِنُّ له مَدًى آخر من التصور لهذا النص، وقد يكون شق الأرض لتصبح صالحة للنبات أقدم بكثير مما نتصور، إنه قد يكون ذلك التفتت في صخور القشرة الأرضية.. الذي أدى إلى وجود طبقة الطمي الصالحة للزرع، وكان هذا أثراً من آثار الماء تالياً في تاريخه لصب الماء صَبٌّا، مما يتسق أكثر مع هذا التتابع الذي تشير إليه النصوص.

من موقع رابطة العالم الإسلامي