إن سيرة أمهات المؤمنين اللواتي نزلت النصوص في بيوتهن، وكن التطبيق العملي لهذه التعاليم، طبقن ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وسلم فسددهن وعلمهن، وأطلقهن معلمات لنساء ذلك الجيل، ومرشدات لأجيال النساء فيما بعد. وما ذلك إلا مثل رائع ضربنه من خلال العظمة التي اكتسبنها في بيت النبوة، فأصبحن المثل الرائد، والقدوة المتفردة عبر العصور.. وارتفعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي، وكانت أمهات المؤمنين رائدات التغيير في ذلك المجتمع قريب العهد من الجاهلية. كانت السيدة عائشة رضي الله عنها من المناصرين للمرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين. كما أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؛ زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعـظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين فهن من آل بيته طاهرات، مطهرات، طيبات، بريئات مبرآت من كل سؤ يقدح في أعراضهن وفرشهن، فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله على نبيه الصادق الأمين.
الجزء السادس والأخير