في تصريح للموعد اليومي.. الشيخ مهدي هشام مدقق لنصوص القرآن الكريم وإمام خطيب:

مشاريعنا تجمع بين التكنولوجيا والهوية الدينية لخدمة القرآن الكريم وتعليم ذوي الهمم

مشاريعنا تجمع بين التكنولوجيا والهوية الدينية لخدمة القرآن الكريم وتعليم ذوي الهمم

في ظل التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي الذي يشهده العالم، أصبحت الرقمنة وسيلة أساسية لخدمة مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الديني.

وفي هذا السياق، كشف الشيخ مهدي هشام، إمام مسجد الإخلاص بولاية عين الدفلى، ومدقق نصوص القرآن الكريم في مشروع المصحف الإلكتروني، في تصريح خاص للموعد اليومي، عن خمسة مشاريع رقمية طموحة تهدف إلى تسهيل قراءة القرآن الكريم وتعلمه ونشره بين مختلف الفئات، مع التركيز على ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع الرقمي الحديث.

 

خمسة مشاريع مبتكرة لخدمة القرآن الكريم

Peut être une image de 6 personnes, estrade et texte

أكد الشيخ مهدي هشام، أن هذه المشاريع ليست مجرد أفكار نظرية، بل مشاريع عملية يجري تنفيذها منذ سنوات، وقد تم بالفعل الانتهاء من اثنين منها، بينما يجري العمل على الثلاثة الأخرى.

 

المصحف الإلكتروني الرقمي الجزائري

حيث كشف مهدي هشام، أن هذا المشروع يهدف إلى إنتاج نسخة إلكترونية رقمية للمصحف الشريف بتصميم وخط جزائري أصيل، مع ميزات تفاعلية تسهّل التلاوة والتفسير، بالإضافة إلى إمكانية البحث عن الآيات بسهولة، ما يسهم في حفظ الهوية الثقافية والدينية الجزائرية في المجال الرقمي.

 

المصحف الإلكتروني لذوي الهمم العالية والمكفوفين

كما كشف مهدي هشام، أنه تم إنجاز هذا المشروع بالفعل، وهو نسخة إلكترونية مخصصة للمكفوفين وضعاف البصر، تتيح لهم إمكانية تلاوة القرآن الكريم بواسطة التقنيات الصوتية الحديثة، مع توفير خيارات صوتية متعددة تناسب احتياجات المستخدمين.

 

المقرأة الإلكترونية الجزائرية

والذي قال عنه أنه من أحد أهم المبادرات المشاريع الطموحة، حيث يهدف إلى إنشاء منصة إلكترونية مستقلة لتعليم القرآن الكريم وتلاوته، دون الاعتماد على التطبيقات الأجنبية مثل “زوم” أو “تيليغرام”. وأكد الشيخ مهدي هشام أن هذه المقرأة ستكون عالمية، مما يعزز استقلالية الجزائر في المجال الرقمي القرآني.

 

مشروع خاص بالصمّ والبكم

وأوضح الشيخ مهدي، أن هذا المشروع يستهدف تسهيل تعلم وتعليم القرآن الكريم لفئة الصمّ والبكم، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي واللغة الإشارية الرقمية، مما يتيح لهم فرصة أكبر لفهم وتدبر كلام الله عز وجل.

 

مشروع رقمنة إدارة الشؤون الدينية

وكشف الشيخ مهدي، أن المشروع يهدف إلى تنظيم وتطوير إدارة المؤسسات الدينية، بما في ذلك مدارس القرآن الكريم والمرافق التابعة لها، من خلال تبني حلول رقمية متطورة تسهم في تحسين التسيير والإدارة.

 

جهود فريق متكامل لإنجاز المشاريع

حيث أكد الشيخ مهدي هشام، أن هذه المشاريع يتم تنفيذها بالتوازي، بفضل جهود فريق متكامل من المتخصصين في الشؤون الدينية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أنه يقوم بدور المنسق بين الشؤون الدينية وفريق العمل، بالإضافة إلى مسؤوليته عن تدقيق نصوص القرآن الكريم وإعداد الخطابات الدينية المتعلقة بهذه المبادرات. وأضاف أن هذه المشاريع، تندرج ضمن رؤية الجزائر لتعزيز التحول الرقمي في المجال الديني، مما يضمن وصولًا أوسع للقرآن الكريم لجميع الفئات، ويجعل الجزائر رائدة في هذا المجال على المستوى العربي والإسلامي.

 

تحقيق الاستقلال الرقمي في خدمة القرآن الكريم

كما أبرز الشيخ مهدي هشام، أن أحد الأهداف الرئيسية لهذه المشاريع هو تحقيق الاستقلال الرقمي للجزائر في المجال الديني، بحيث لا تبقى المؤسسات القرآنية معتمدة على تطبيقات وبرامج أجنبية في تقديم خدماتها، مؤكدًا أن الجزائر تملك الكفاءات والقدرات التقنية التي تمكنها من تطوير حلولها الخاصة.

 

التكنولوجيا في خدمة الدين

كما أشار الشيخ مهدي، أن هذه المبادرات تعكس التوجه الحديث نحو توظيف التكنولوجيا في خدمة القرآن الكريم، وهو ما يعزز الهوية الدينية والثقافية للجزائر، ويفتح آفاقًا جديدة لتعليم وتلاوة القرآن الكريم بطرق حديثة تواكب تطورات العصر. ومع استكمال هذه المشاريع، من المتوقع أن تحقق نقلة نوعية في نشر وتعليم القرآن الكريم رقميا داخل الجزائر وخارجها، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في العالم الإسلامي.

إيمان عبروس