تنظيم اجتماعات تنسيقية موسعة بهدف تقييم مدى تقدم الأشغال ومعالجة العراقيل

مشاريع مهيكلة تدفع بعجلة التغيير في ولايات الجنوب

مشاريع مهيكلة تدفع بعجلة التغيير في ولايات الجنوب

تعيش ولايات الجنوب على وقع ديناميكية تنموية لافتة، مدفوعة بإرادة سياسية واضحة تسعى إلى تقليص الفوارق الجهوية وتكريس العدالة المجالية.

وفي هذا السياق، تتواصل الجهود الرامية إلى استكمال المشاريع المهيكلة الكبرى التي تشكل ركيزة أساسية لدفع التنمية المستدامة في هذه المناطق، وذلك من خلال تسريع وتيرة الإنجاز، وتكثيف التنسيق بين مختلف القطاعات، وتفعيل أدوات المتابعة الميدانية. وبحسب منشور لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، تأتي هذه الحركية ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تطوير البنية التحتية في ولايات الجنوب، وعلى رأسها شبكة السكة الحديدية التي تُعدّ عصبًا اقتصاديًا واعدًا من شأنه فك العزلة عن مناطق شاسعة وربطها بالمراكز الحضرية الكبرى، كما تشهد شبكة الطرق الوطنية عملية عصرنة شاملة، من خلال إعادة التأهيل والتوسعة، بما يسمح بتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات. في هذا الإطار، باشرت السلطات المحلية على مستوى الولايات الجديدة على غرار تيميمون، برج باجي مختار، بني عباس، أولاد جلال، عين صالح، عين قزام، توقرت، جانت، المغير والمنيعة – سلسلة من الإجراءات العملية. وتمثلت أولى الخطوات في تنظيم اجتماعات تنسيقية موسعة جمعت مختلف الفاعلين المحليين، بهدف تقييم مدى تقدم الأشغال ومعالجة العراقيل التي تعترضها. وإلى جانب المشاريع الكبرى، حظيت المشاريع الجوارية باهتمام خاص، لا سيما في قطاعات حيوية مثل الموارد المائية، التربية، السكن، الرياضة، والتهيئة الحضرية، حيث تم تسجيل انطلاق عدد من الورشات الجديدة، في وقت تم فيه تسريع وتيرة الأشغال في مشاريع أخرى تعرف بعض التأخر. وقد شددت السلطات على ضرورة تفعيل آليات المتابعة والتنسيق الميداني، وتدارك النقائص المسجلة في أقرب الآجال، بما ينعكس إيجابًا على الإطار المعيشي للمواطنين. ويبرز ضمن هذه الجهود، التوجه نحو تثمين الرصيد الطبيعي والبشري لولايات الجنوب، من خلال مشاريع تهدف إلى تهيئة الإقليم وتعزيز جاذبيته السياحية والاقتصادية، كما تسعى هذه المبادرات إلى خلق مناصب شغل وتحريك النشاط المقاولاتي، في سياق رؤية شاملة لإعادة توزيع التنمية على كامل التراب الوطني. وتُجمع مختلف التقارير المحلية، على أن الإنجازات المحققة، رغم التحديات، تبعث على التفاؤل، خاصة في ظل التجاوب الملموس للساكنة مع هذه المشاريع. فالرهان اليوم لم يعد فقط تحقيق إنجازات مادية، بل ترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية، وتحويل المواطن إلى شريك فعلي في بناء محيطه.

أ.ر