مشكلة ضعف الإيمان

مشكلة ضعف الإيمان

إن من المشكلات العظيمة التي نعاني منها في هذا الزمن الصعب مشكلة الخواء الروحي وضعف الإيمان وقلة المراقبة لله سبحانه وتعالى فالطاقة الإيمانية عندنا ضعيفة جداً ولدينا جفاف في الروح وقسوة في القلب وسوء في العمل فلا نتأثر بالقرآن ولا تؤثر فينا المواعظ ولا تغير فينا الآيات والعبر فقلوبنا أقسى من الحجر لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً إلا ما أشربت من هواها. لابد أن نعترف بأن هذا المرض فينا ويعاني منه المتكلم قبل السامع وإذا فتشنا في أنفسنا فسنجد أننا مصابون بهذا الداء الأليم والمرض الخطير مرض القسوة والغفلة غفلة عن أداء الواجبات وغفلة عن فعل الخيرات وغفلة في الوقوع بكل سهولة في المعاصي والمنكرات وغفلة عن ذكر الله وغفلة ملموسة محسوسة عن مراقبة الله. لدينا تهاون كبير في كثير من الطاعات والعبادات. ما هو وردنا من قراءة القرآن وما هو وردنا من التحصينات والأذكار وما هو وردنا من صلاة الوتر والليل وما هو وردنا من الصدقة وما هو وردنا من الكثير والكثير من المستحبات والسنن. كم من الموبقات التي نقع فيها مرة بالترخص ومرة بالتساهل ومرة بالتأويل ومرة بقولنا الله غفور رحيم ومرة باحتقار الذنب واستصغاره.

كم من الذنوب و المخالفات الموجودة في بيوتنا وكم من المخالفات الموجودة في مآكلنا ومشاربنا وملابسنا يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً إيانا ” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ” الحديد: 16. يحذرنا الله أن نكون كأهل الكتاب يعني اليهود والنصارى الذين أتتهم الرسل وأنزلت عليهم الكتب فقرءوها ووعوها ثم تطاول عليهم الزمان وطال بهم الأمد فقست قلوبهم وضعف النور الذي في صدورهم وذهبت الطاقة الإيمانية التي كانت تحركهم لطاعة الله وتحجزهم عن معاصي الله. فلابد من اليقظة التامة ولابد من الاستقامة ولابد من ترويض النفس على الطاعة والبعد عن المعصية حتى نكون أنقياء أتقياء، قال تعالى ” وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ” الأعراف: 205، ويقول ” وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ” الكهف: 28.

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي