الرئيسية / الشريعة و الحياة /  مطرنا برحمة الله

 مطرنا برحمة الله

 

من فضل الله علينا وعلى الناس هذه الأجواء التي نعيشها ونعمة الأمطار العامة على عموم البلاد، فالحمد لله أن استجاب دعاء المسلمين بالغيث، وهلّ عليهم المطر. ثمة ارتباط عجيب بين الرزق والرحمة والمطر، ففي مسألة الرزق يقول الله تعالى: ” وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ” الذاريات: 22. فإذا حصل وجب على المسلم أن يستبشر بالرزق والخير العميم عليه وعلى إخوانه المسلمين، ومن هنا جاء ت لفظة “يستبشرون” في قوله تعالى: ” اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ” الروم: 48. والاستبشار يكون بالأشياء الحسيّة والمعنوية، فالخير إذا نزل وعم هدأت النفوس واطمأنت، قال الله جلّ وعزّ ” وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ” الشورى:28، ولأن الغيث رحمة من الله تعالى شرع للمسلم التعرض له ليصيبه شيء من تلك الرحمة، كما روى أنس رضي الله عنه فقال: “أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى” رواه مسلم. كما شرع الدعاء حال نزوله؛ لأن وقت تنزله وقت رحمة، وأوقات الرحمة مرجوة الإجابة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية “والدعاء مستجاب عند نزول المطر”. ومن الأدعية الواردة في ذلك: الدعاء ببركة الغيث، وانتفاع الناس به؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال: “اللهم صيباً نافعاً” وفي رواية “اللهم اجعله صيباً هنيئاً “. كما يشرع للمسلم أن يقر بافتقاره إلى الله تعالى، وحاجته إلى رحمته وغوثه، فينسب الفضل إليه سبحانه، لا إلى غيره؛ ولذلك أثنى الله تعالى في الحديث القدسي على من قال “مطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله” وعد من قال ذلك مؤمناً به.

الرابط