من الصور المضيئة لتكريم المرأة في الإسلام: أنه رفع عنها المظالم، وأعاد لها مكانتها، وجعلها شريكة الرجل في الثواب والعقاب وسائر الحقوق، إلَّا ما اختصَّ اللهُ به النساء؛ قال تعالى: ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” النحل: 97، وقال تعالى: ” فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ” آل عمران: 195. وروى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ”. وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا”، وروى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي”. لقد أكرم الإسلام المرأة غاية الإكرام، ونهى عن إيذائها أو تحقيرها بأي قول أو فعل؛ قال تعالى: ” أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ” الطلاق: 6. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تضربوا إماء الله”، والله يقول: ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” النساء: 19، فلم يكن من هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم ضربُ النساء؛ سواء كانت أختًا أو بنتًا أو زوجة أو غيرها. فروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده،ولا امرأة، ولا خادمًا، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطُّ، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل”؛ بل حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم الرجل على الرفق بآل بيته، فروى الإمام أحمد في مسنده عن عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي؛ فَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ”.
من موقع إسلام أون لاين