ارتفعت موجة الغضب التي أثارها عدد من المغنين الجزائريين لا سيما مغنو الراي، في أوساط أقرانهم االفنانين، بسبب بعض التصريحات.. التصرفات وردود الأفعال “غير اللائقة” في نظر المعترضين، بسبب موضوع انتقاد الجزائر والجزائريين والميل لبلاد أخرى على غرار فرنسا والمغرب.
ويأتي على قائمة هؤلاء الفنانين الشاب فضيل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، الذي انحنى أمام صورة ملك المغرب، خلال حفلة أحياها بمدينة مراكش المغربية، الأمر الذي اعتبره الكثير من الفنانين الجزائريين الكبار “ركوعا لغير الله”، و “إذلالا لكرامة الشعب الجزائري”، فتتالت ردود المغنين في حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي أو مع كل تصريح يدلون به لوسائل الإعلام أو حوار يجرونه بها.
ومن بين الفنانين الذين استنكروا صنيع هؤلاء المغنين وخاصة الشابين، فضيل ورضا الطلياني، يرد اسم الشاب أنور الذي اعترض على طريقة تعامل المغرب مع الفنانين الجزائريين ومنحهم الجنسية المغربية ثم منعهم مطلقا إن قاموا برفضها، مضيفا بشأن الشاب فضيل، أن “الركوع لا ينبغي أن يكون إلا لله وحده لا شريك له حيث هو الذي خلقنا وأمرنا أن نركع له وحده وألا نسجد إلا إليه”، وأن “ما قام به فضيل مناقض لكرامة الشعب الجزائري الأبي، الفريد من نوعه أصالة وتضحية وكرما والذي عاش شجاعا وناضل حتى نال الإستقلال، فيجب أن نحافظ على هذه المبادئ والقيم وألا نقبل المساومة فيها”.
من جهتها، اعتبرت الفنانة، نعيمة عبابسة، أن “المغرب يحاول كسب مغني الراي، هذه الموسيقى التي اكتسبت من جهة شهرة عالمية، ومن جهة أخرى، فقد أثرت سلبا على شبابنا من خلال استخدام كلام بذيء في أغلب الأحيان، وهؤلاء المغنون انساقوا وراء الإغراءات بدل الحفاظ على وطنيتهم والإلتزام بقيمهم ومبادئهم والدفاع عنها”.
وأضافت ابنة المطرب الراحل، عبد الحميد عبابسة، أن “من كان متمسكا بوطنيته وجزائريته لن يجرؤ على الركوع لأحد ولا تقبيل رِجل أحد من أجل قليل من المال والجاه”.
أما المغني الثاني المتعرض لغضب واعتراض الفنانين، الشاب رضا الطلياني، الذي أثار نشره لصورته مع ملك المغرب جدلا كبيرا في أوساط الفنانين الجزائريين والشعب الجزائري كافة، حيث اعترضوا على تمجيده للملك، إلا أن هذا الفنان رد على منتقديه في تسجيل فيديو له نشره على مواقع التواصل الإجتماعي، قائلا :”أنا أحب المغرب وأحب جلالة الملك ولا ضرر في أن ألتقط صورة تذكارية معه”، مضيفا “أنتم تنتقدونني على قبولي بالجنسية المغربية، في حين أن الكثير منكم يتهافت على السفارة الفرنسية ومختلف المصالح للحصول على جواز سفر أو جنسية فرنسية، فلمَ تشتمونني؟”.
ومع كل هؤلاء المغنين الذين قبلوا بالعرض المغربي، حياّ مجمل الفنانين باسمهم وباسم الشعب الجزائري الموقف “الجريئ الذي اتخذه الشاب بلال حين رفض التجنس بالجنسية المغربية، حيث قال مستهزئا على إحدى القنوات الخاصة:”ماذا بوسعي أن أفعل بها؟”.
للإشارة، فإن قائمة الفنانين الذين أثاروا جدل التجنس بالجنسية المغربية كبيرة، وكان أكثرهم إثارة للجدل وأولهم حصولا عليها، الشاب خالد، الذي صرح في كثير من الحوارات أنه تجمعه علاقة صداقة وطيدة مع الملك المغربي، وأضاف مدافعا عن نفسه:
“إن القانون الجزائري يسمح لكل مواطن اتخاذ 4 جنسيات، فلماذا كل هذا الاعتراض؟”.
محمد عبد النور