ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. علي أبوهلال لمنتدى الموعد:

نؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة

نؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة

🔴    موعد إنهاء الحرب قد اقترب والمقاومة هي المنتصر الأكبر

🔴    نأمل أن تضغط شعوبنا العربية على أنظمتها لوقف عدوان الاحتلال

🔴     ندعو الدول الإسلامية إلى كسر الحصار على أهالي غزة

🔴     لن نقبل بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الـ7 من أكتوبر الماضي

 

أعرب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور علي أبوهلال، عن أمله في تحرك الشعوب العربية بشكل أكبر لتشكل وسيلة ضغط على أنظمتها لوقف عدوان الاحتلال، مؤكدا بأن الحراك داخل دولة الاحتلال يتزايد، بفعل عدم تمكن العدو من تحرير الأسرى وإستمرار المقاومة في دك معاقله في تل أبيب وباقي المدن، ما ينبئ بقرب موعد إنهاء الحرب، وبالتالي إجهاض المخطط الصهيوني في  القضاء على المقاومة الفلسطينية.

ودعا أبوهلال، لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، الدول العربية والإسلامية إلى ضرورة كسر الحصار في حق سكان غزة وفتح معبر رفح لدواعي إنسانية، مشددا على ضرورة رص الصفوف خدمة للقضية الفلسطينية، والتي ستزداد قوة وصلابة بعد إنتهاء معركة طوفان الأقصى، مبرزا في الوقت نفسه، عدم قبول فكرة عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر الماضي.

 

المقاومة ستزداد صلابة بعد معركة طوفان الأقصى

وتوقع أبو هلال، أن تحقق القضية الفلسطينية مكسبين مهمين بعد معركة طوفان الأقصى، أولهما عنوان المصالحة والمقدرات التي يمكن أن تجنيها بعد هذه الأحداث وتجاوز أي مجال لإدامة الخلاف بالداخل الفلسطيني، مضيفا أن طوفان الأقصى قد وحد كل فصائل العمل الفلسطيني، بعد كل المعيقات التي أدت إلى إفشال وحدتها في السابق. وتابع قائلا: “أما العنوان الثاني فكيف سيكون الوضع بعد 7 أكتوبر الماضي داخل البيت الفلسطيني، وأعتقد بأنه وبعد تاريخ 7 أكتوبر لن تبقى الأمور على ما كانت عليه قبل هذا التاريخ على سبيل المثال، لا يحق لأي مسؤول مهما كان أن يحكي على اتفاقية أوسلو بعد انتهاء معركة الطوفان الأقصى، لن يقبل الشعب الفلسطيني بعد كل هذه التضحيات العودة إلى مناقشة بعض القضايا وطرحها، خاصة وأن مشروع تحرير فلسطين واسترجاع بيت المقدس من أيدي المغتصبين اليهود قد بدأ، كما أن تكهنات الاحتلال بالقضاء على حماس لم ولن تتحقق وستزداد المقاومة قوة وصلابة بعد انتهاء هذه المعركة.

 

هدف الاحتلال هو إخلاء قطاع غزة بالكامل

وقال ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن من ضمن أهداف دولة الكيان الصهيوني بغض النظر عن ملاحقة المقاومة وإرتكاب المذابح وإحضار الأسرى هو إفراغ قطاع غزة من الشعب، مضيفا أن هدفهم الرئيس هو جعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للعيش.

وأفاد أبو هلال، أن قادة الكيان الصهيوني قد طرحوا بوضوح في مرات عدة فكرة الترحيل سواء الترحيل بإتجاه سيناء أو باتجاه دول عربية أو حتى أوروبية، مشيرا إلى أنه ولبلوغ هذا الهدف ترتكب هذه المذابح ويحاول الاحتلال الضغط بشتى الطرق والوسائل على المواطنين الفلسطينيين الآن في الشمال من أجل المغادرة باتجاه الجنوب.

 

مستشفى الشفاء أكبر من عُمر الاحتلال

وأوضح المسؤول، أن شمال قطاع غزة يضم مستشفى الشفاء الذي يعد أكبر مستشفيات فلسطين، قد تم إخراجه عن الخدمة، والأدهى والأمر أن عمر هذا المستشفى أطول من عُمر الكيان الصهيوني، مضيفا أن بناءه تم عام 1946 أي سنتين قبل بداية الاحتلال. وتابع بقوله: “بقي مستشفى الأندونيسي والذي يعمل في داخل المنطقة الشمالية تحديدا وقد تم إستهدافه وهناك جرحى قد استشهدوا وهم على طاولة العمليات داخل المستشفى وقتل أطباء وأطقم طبية بعد القصف الوحشي من طرف الجنود المجرمين”.

 

الشعب الفلسطيني صامد رغم المذابح والتجويع

في ذات الصدد، أشار أبو هلال، أن الكيان يعتبر الحصار والتجويع والحرمان من العلاج ومن الدواء جزء من الضغط باتجاه الهدف الذي يصبو له، في ترحيل السكان باتجاه الجنوب، مؤكدا أنه وبالرغم من كل هذه المذابح ما زال المواطنين صامدين.

وأبرز ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر، أن هناك أنباء عن إمكانية قصف الاحتلال لبعض المدارس والمستشفيات التابعة للأونروا، مضيفا أن الاحتلال الغاشم لم تتوقف جرائمه عند هذا الحد بل راح أبعد من ذلك حينما بات يقصف بيوتا تضم عشرات النازحين نحو الجنوب بالرغم من علمه المسبق بأنها تأوي أفراد مدنيين، وهذا ما يؤكد أن هدفه هو الإيقاع بأكبر قدر من الضحايا.

 

قصف الاحتلال للمستشفيات جريمة لن تغتفر

وتطرق المسؤول، إلى ما تناولته وسائل الإعلام العربية والعالمية حول ما قام به جنود الاحتلال الأسبوع الماضي، حيث وصفته بأسبوع مهاجمة المستشفيات أين قصف الاحتلال عدة مستشفيات، في دير البلح ومستشفى الناصر والشفاء، والأندونيسي، مبرزا أن أربع مستشفيات فقط من أصل 35 مستشفى لا تزال في الخدمة داخل القطاع. وبالحديث عن الأطقم الطبية، أفاد محدثنا، أن هناك أكثر من 220 شهيدا سقطوا بفعل عدوان الاحتلال، إلى جانب إخراج أكثر من 60 سيارة إسعاف نهائيا عن العمل، بسبب استهدافها، يضيف أبو هلال، ما يؤكد حقيقة استهداف الجهاز الطبي بشكل كامل داخل قطاع غزة.

 

الاحتلال يعترف بكذبته عن مستشفى الشفاء

 

كما أوضح أبو هلال، نقلا على لسان أحد المسؤولين الأمنيين للكيان الصهيوني، والذي تحدث عن خطأ في التقديرات، حول ما روج بوجود معاقل لحركة حماس داخل مستشفى الشفاء، وأنه قد تسرع في اتخاذ قرار تدمير المستشفى، منوّها أنه ومن خلال بعض التفاعلات مع العديد من الإخوة والأصدقاء داخل القطاع، فإن المقاومة تتحاشى الاشتباك في مناطق المستشفيات وهذا ما لوحظ أن جنود الاحتلال دخلوا مستشفى الشفاء دون أن تطلق عليهم أي رصاصة حتى لا تكون ذريعة لتبرير تدمير هذه المستشفيات من طرف الاحتلال، ورغم ذلك، فإن الاحتلال قد قصف المستشفيات، على حد قوله.

 

نأسف لانهيار المنظومة الصحية بقطاع غزة

 

وتأسف أبو هلال، من انهيار المنظومة الصحية داخل قطاع غزة، جراء الحصار وعدم إيصال المعدات الطبية وخروج معظم سيارات الإسعاف عن الخدمة، مؤكدا أن هناك عمليات جراحية تجرى على الأرض.

وذكر ضيف المنتدى، بما رواه أحد الأطباء وهو يذرف دموعه أمام وسائل الإعلام، بعد خروجه من مستشفى الشفاء، من أشياء كارثية وأمور لا يمكن تخيلها وقعت بداخل المشفى، مضيفا أنه قد أجبر على بتر يد طفلة صغيرة بدون استعمال البنج. كما أشار أبو هلال، قائلا: “الاحتلال يعرف جيدا تركيبة القطاع، سيما وأنه قد أجرى بعض التوسعات داخل مستشفى الشفاء خلال سنوات التسعينات حينما كان داخل القطاع، ولهذا فإن تدميره للمدارس والمستشفيات مقصود، مبرزا أن الصدمة الأكبر التي تلقاها الاحتلال هو هذا التمسك من قبل سكان وأهالي قطاع غزة ورفض المغادرة وتفضيل الموت والاستشهاد على المغادرة وبنفس الوقت، لم يتوقع هذا الصمود من قبل المقاومة الفلسطينية وهو لغاية اللحظة مهزوم، ولهذا يستهدف المدنيين العزل سواء في مراكز الإيواء أو المستشفيات أو المنازل.

 

بإمكان الشعوب العربية الضغط على حكومتها

وعبر المتحدث، عن أمله في أن تكون الشعوب العربية كوسائل ضغط على أنظمتها، مستدلا بما حدث في الأردن، حيث أنه ولولا ضغط الشعب الأردني على حكومته لتمت اتفاقيات الغاز والماء والتبادل الاقتصادي الذي كان بينه وبين دولة الاحتلال، كما أكد ضيف المنتدى، أن مطلب الشارع الأردني أكبر بكثير مما قامت به حكومته، وقد ظهر ذلك أمام العيان منذ اليوم الأول، حينما اتجه الشارع الأردني لمحاصرة مقر سفارة الكيان الصهيوني بالأردن.

 

أمريكا لا تزال الآمر الناهي للدول العربية

 

وبالحديث عن النظام الرسمي العربي، أوضح أبو هلال، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي السند الداعم للاحتلال الصهيوني، داعيا إلى ضرورة إيصال رسالة شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مفادها أن مصالح أمريكا مع الدول العربية في خطر، في حال مواصلة منح الضوء الأخضر للاحتلال لقتل المزيد من المدنيين. وتابع المتحدث، أن هذا ما كان مطروحا من طرف البيان الذي أصدرته الجزائر والعراق وتونس خلال الاجتماع الأخير للجامعة العربية، مؤكدا أنه كان من الممكن وقف العدوان على قطاع غزة بمساومة الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانية تدهور علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الدول العربية في حال عدم وقف العدوان الإسرائيلي. كما تأسف ضيف المنتدى، على الموقف العربي الجبان الذي رفض هذا المقترح، مفسرا ذلك بحكم استمرار تبعية الدول العربية للولايات المتحدة الأمريكية، متوقعا أن يكون ضغط اللوبي الصهيوني هو الآخر عاملا مؤثرا سيما لدى بعض الدول المطبعة مع دولة الإحتلال.

 

الرهان على الحراك داخل جمهورية مصر كبير جدا

واعتبر أبو هلال، أن الرهان على الشارع العربي، خاصة بجمهورية مصر العربية يعد كبيرا، مؤكدا أن الحراك موجود داخل جمهورية مصر، إلا أنه لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب، يبرز قائلا: “لو تخيلنا على سبيل المثال خروج مظاهرة باتجاه معبر رفح يقودها رجال صحافة، برلمان ومسؤولي أحزاب سياسية لكسر القرار الذي لم ينفذ على مستوى الجامعة العربية تصور حوالي 10 مليون مصري ينزلون على الحدود بإمكانهم أن يساهموا في فتح معبر رفح، فمن المفروض أن يكون تحرك أكبر من طرف الشارع العربي حتى يجد صدى ويساهم في وقف العدوان الصهيوني.

 

ألمنا كبير لكن آلام الاحتلال أكبر بكثير

ولم يخف ضيف منتدى الموعد، مدى الألم والوجع الذي تعاني منه المقاومة الفلسطينية، بسبب ما حل بشعبها الذي يواجه أعتى آلة عسكرية ونووية بدعم غير مشروط من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا عسكريا واقتصاديا.

وأشار أبو هلال، إلى أنه لا يمكن إنكار الخسائر من الطرف الفلسطيني، إلا أن خسائر الاحتلال أكبر كون أن المواطن المقيم في غزة يعيش في حصار منذ 17 سنة، هو لم يكن في أريحية قبل بداية هذه الحرب، مبرزا أن خلاف ذلك ما يحدث مع المواطنين اليهود، الذين لا يمكنهم تحمل النزوح لفترة طويلة ولن يتحمل الأزمات الاقتصادية التي بدأت تحيط بدولة الكيان لفترة طويلة وعدم الهدوء والاستقرار، خاصة وأن صواريخ المقاومة، ما زالت تصل إلى تل أبيب ومختلف مدن الكيان الصهيوني، وهذا كله سيشكل ضغطا رهيبا على الاحتلال الغاشم.

 

نتوقع انتهاء الحرب والمهم أن نواصل الصمود

 

وتوقع ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تكون هذه الحرب في أواخرها، وتنتهي مع نهاية الشهر الحالي أو نهاية السنة كأقصى تقدير، مضيفا أن الأهم في هذا كله هو أن نصبر ونصمد أكثر من عدونا.

وكشف محدثنا، أن الضغط داخل دولة الاحتلال يتزايد، خاصة لو لاحظنا الحراك الذي يجري في المدن اليهودية، حيث خرج الآلاف في مسيرة واعتصموا لأربع أيام أمام مبنى الكنيست، مضيفا أن ضغط الإعلام داخل دولة الكيان وتغير لهجته وطريقة تناوله لموضوع العدوان، عند البعض منهم، تختلف حتى أن البيانات التي يقدمها مجلس الكابينيت الذي يدير المعركة سواء بالخسائر المادية أو البشرية وجدوى ما يحققه قد باتت محل شك.

 

الاحتلال لا يزال يستدرج تعاطف القادة والمسؤولين

وبخصوص محاولة الاحتلال استدراج تعاطف القادة والمسؤولين عبر سياسته الإعلامية الخبيثة، أكد أبو هلال، أن الاحتلال لا زال يحاول استدراج تعاطف الكثير من القادة والمسؤولين داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وأردف محدثنا، أن التحقيقات الأخيرة لدولة الاحتلال والتي نشرت حول عملية 7 أكتوبر الماضي، أكدت أن طائرات إسرائيلية قصفت سيارات ما أدى لإحراق أشخاص داخل مركباتهم، وذلك تزامنا مع إنسحاب المقاومة من غلاف غزة، معتبرا أن هذا يشكل عامل ضغط على حكومة الاحتلال، زد على ذلك فإن الجيش المحتل لم يحقق أي إنجاز عسكري. كما تطرق ضيف منتدى الموعد، إلى الحديث عن توافق الرؤى لتبادل أسرى بوساطة أمريكية قطرية مصرية، مع وقف مؤقت للعدوان لمدة أربع أو خمسة أيام، وهذا ما سيكون بداية تراجع الاحتلال، متوقعا أن يكون صبر الشعب الفلسطيني أكبر من صبر حكومة الاحتلال التي لن تتحمل أطول وستخضع إلى وقف هذه الحرب، يضيف أبو هلال.

 

الكيان يرفض ذكر خسائره خوفا من تحرك جبهته الداخلية

أفاد رئيس الجبهة الشعبية الفلسطينية بالجزائر، أن من ضمن الهواجس الأساسية التي أسكتت المنظومة السياسية داخل دولة الكيان الصهيوني والعسكري وحتى الإدارة الأمريكية، هي تخوفها من اتساع رقعة المواجهة خاصة في إطار ما هو موجود في منطقة محور المقاومة وأن الكيان الصهيوني وأمريكا يخشون اتساع رقعة المعركة إقليميا أو إمكانية تطورها بعد تدخل المقاومة من قبل كتائب القسام وسرايا القدس وحتى حزب الله والجهاد الإسلامي، إلا أن الوضع لم يصل إلى مستوى اتساع نطاق المواجهة رغم تدخل القوة الفاعلة في العراق بضرب معسكرات التواجد الأمريكي في سوريا إلى جانب تدخل الحوثيين للجبهة اليمنية وآخرها العمل المميز وهو إجبار سفينة الكيان الصهيوني بالتوجه إلى اليمن.

 

ندعو الدول الإسلامية لكسر الحصار وفتح معبر رفح

وتأسف رئيس الجبهة الشعبية الفلسطينية بالجزائر، علي أبو هلال، للمواقف العربية الفاشلة التي لم ترق إلى مستوى المطلوب الذي كان ينتظره الشعب الفلسطيني ضاربا مثلا: “كان بإمكان الدول العربية التي تمتلك سفارات الكيان أن تقطع علاقتها مع الكيان الصهيوني باستدعاء سفرائها وغلق جل السفارات إلى تجميد علاقتها الاقتصادية مع كيان الاحتلال الصهيوني الإرهابي”. وأشار ذات المسؤول، أن هناك دول عربية مثل الجزائر التي وقفت مع فلسطين بمحاولة تمرير قرارات لفتح معبر رفح إلا أن جامعة الدول العربية فشلت ولم ترق إلى كسر الحصار بمعبر رفح لتمكين دخول المساعدات والإمدادات الى قطاع غزة.

 

نؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة

وأكد علي أبو هلال، أن الرهان الأساسي والمفرح، هو استجابة الشارع العربي الفاعل على ما يحدث في غزة، الشيء الثاني أن السابع من أكتوبر الماضي، أعاد القضية الوطنية الفلسطينية عربيا وإقليميا وعالميا إلى واجهة الأحداث وأصبحت أولى أولويات الاهتمام، حتى بعض الناس بدأت أصواتها تبرز بأن الحل الوحيد هو قيام دولة فلسطينية مستقلة والشعب الفلسطيني يراهن على الشعوب العربية وليس على النظام الرسمي العربي، ذاكرا على سبيل المثال من غير المفهوم أن النظام المصري لا يملك السلطة ولا يملك السيادة على معبر بينه وبين فلسطين “معبر رفح” لإدخال المساعدات ومن غير المقبول أن السفارات الإسرائيلية لا زالت مفتوحة داخل البلدان العربية والاسلامية المطبعة وحتى العلاقات السياسية والاقتصادية لم تنقطع. ويتنبأ المتحدث، أنه إذا تفاعلت الأحداث أكثر سنشاهد ربيع عربي حقيقي، وبالتالي نكون أمام متغيرات أساسية جذرية بالعالم العربي ونأمل أن يشعر النظام العربي بالخطر ويغير من مواقفه الهزيلة في أقرب وقت ممكن واغتنام فرصة التخلص من شبح اسمه الكيان الصهيوني المجرم وإلا سيدفع ثمنا باهظا من قبل هذا الكيان الإرهابي.

 

أمريكا غطاء حامي للكيان وتمنع تنفيذ أي قرار أممي

أكد ممثل الجبهة الشعبية الفلسطينية بالجزائر، أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ليسوا أعضاء في محكمة الجنايات الدولية، ومذابح الحرب لا تموت بالتقادم حتى لو صدر قرار من محكمة الجنايات، فهناك مؤسسات دولية كالصليب الأحمر الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود، توثق الجرائم المرتكبة وبالتالي سيكون لها دور كبير، وهذا ما نطمح إليه، ولكن بالمقابل فأمريكا تمثل غطاء لحماية وإسناد الكيان الصهيوني، وهذا ما يمنع تنفيذ قرار الأمم المتحدة، الذي صدر منذ أيام، لايقاف العدوان الصهيوني ما جعلها تتجاوز كل قرارات الشرعية الدولية، مشيرا أن مقاضاة الكيان الصهيوني يعد شيئا جيدا، ولكنه لن تكون هناك إجراءات عملية تنفيذية، حيث صدرت سابقا قرارات ضد الكيان،  ولكنها لم تنفذ بسبب الحصانة التي منحتها أميركا للصهاينة.

 

 

التصعيد العسكري بالضفة الغربية يضعف الاحتلال

وأضاف علي أبو هلال، أن المقاومة في الضفة الغربية كانت موجودة قبل 7 أكتوبر، وحاليا كل فصائل المقاومة موجودة في الضفة الغربية، حيث لاحظنا عمليات السكاكين، الدهس وإطلاق النار، وبالتالي فتصعيد العمل العسكري داخل الضفة الغربية يؤذي الاحتلال أكثر، ما جعله يحسب له ألف حساب أكثر من القطاع، لسببين الأول يتمثل في تغلغل الإستيطان داخل الضفة، والثاني يعود لقرب مدن الضفة من الكيان، وبالتالي فـالتواصل ما بين مدن الضفة وعمق الكيان، ممكن أن يكون عاملا مؤثرا للاحتلال وهو يحسب له الكثير، فـالبيئة العسكرية والجغرافية للضفة ليس سهل التحرك فيها، مثل ما هو موجود بالقطاع، ووتيرة المواجهات تصاعدت في الضفة الغربية، وحاليا السلطة الفلسطينية عبرت عن موقفها من موضوع المقاومة، من خلالها توجهها للحل السلمي، والذي عبر عنه أبو مازن، وبالتالي لن يكون هناك دعم من حكومة رام الله للمقاومة، ولا إسناد  للمقاومة، لعدم وجود اي أحد يريد التنازل عن البرستيج والامتيازات الممنوحة له، لتكون هناك شراكة وطنية حقيقية، وبالتالي فمنظمة التحرير الفلسطينية محتاجة للتغيير قبل السلطة، وتأخذ دورها الريادي سياسيا وعسكريا وإقتصاديا، ولكي يحدث هذا يجب أن يكون هناك تجديد للمجلس الوطني الفلسطيني، وتكون هناك مؤسسات يشارك فيها كل الفلسطينيين.

 

ضرورة رص الصفوف خدمة للقضية الفلسطينية

كما أشار ضيف المنتدى، أن حركة حماس والجهاد الإسلامي، تتوجدان خارج  منظمة التحرير الفلسطينية، التي منذ أكثر من 27 سنة لم تجر إنتخابات للمجلس التشريعي ولا في أي مؤسسة، وبالتالي فيها هيمنة كاملة لأبو مازن وحركة فتح، مع مصادرة قراراتها وهذا التراجع لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني، ولولا أن المقاومة موجودة لما استطاعت أن تصمد كل هذا الوقت، وبالتالي فالوحدة الوطنية ضرورية، حيث حركة حماس والجهاد الإسلامي يمثلان شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني، وإذا كانت هناك انتخابات لإعادة ترتيب برامج السلطة تكون حاضنة وحامية للمشروع الوطني، لكن بالطريقة هذه لن تصل إلى تحقيق هدفها المنشود، ومثال ذلك بيان وزراء خارجية العرب الجزائر تحفظت عليه لأنه يسوي بين الضحية والجلاد، فيما السلطة أمضت عليه، حيث لا يوجد هناك إسناد من السلطة للمقاومة.

 

أهالي غزة هم من يقررون مصيرها

وأوضح ابو هلال، بأن الكيان الصهيوني في ظرف أسبوع جعل مستشفى الشفاء وكأنه مقر للبنتاغون، وذلك حتى يقول نتنياهو لشعبه بأنه انتصر، ولما دخلوه لم يجدوا سوى الجرحى من النساء والأطفال ونازحين، وكذا طواقم طبية وغرف جراحة، وغزة اليوم أصبحت بداية فلسطين وليست نهايتها، ومن ضمن أهدافهم سواء أمريكا أو الداعمين للكيان هو القضاء على حكم حماس في غزة، حيث طرح على السلطة تسلم غزة، ولكنها رفضت دخولها على دبابة إسرائلية، ولكن يمكن أن يكونوا شركاء في ترتيبات الوضع مستقبلا، وبالتالي فنقول بأن من يقرر مصير غزة هو شعبها، رغم كل المذابح فهو صابر في أرضه، وكذا الاختلال الكبير في ميزان القوى، حيث لم يستطع الكيان إلى حد الآن تحقيق إنتصار، و7 أكتوبر الماضي هو امتداد لـ75 عاما من التقتيل والهجرة من المذابح، ونسف محاولة القضاء والالتفاف على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الصامد في أرضه.

 

تكتم الكيان على قتلى جنوده يزيده ذلا وخزيا

وأكد أبو هلال، بالمناسبة، بأن تكتم الكيان على عدد قتلاه من الجنود في المعارك، راجع لأن تصريحه بالعدد الحقيقي لموتاه، يعد مؤذيا له معنويا ونفسيا، كما أنه يشكل عامل ضغط، لكونه دائما يتباهى بانتصاراته الوهمية المحققة يوميا، والإعلام داخل الكيان يتهم القادة بعدم وجود الثقة في تصريحاتهم، في حين المقاومة توثق كل تحركاتها، مشيرا بأن الكيان معروف عنه عبر التاريخ بعدم اعترافه بهزائمه، لكي يبقى دائما بصفة البطل.

نادية حدار عبد الله بن مهل زوهير حطاب