-
المبادرة الجزائرية لإدانة جرائم الاحتلال لاقت تأييدا واسعا من طرف أحرار العالم
-
المحكمة الجنائية لن تتخذ أي قرار إلا بإيعاز من أمريكا
-
وقف الحرب مرهون بالتفاوض مع فصائل المقاومة
ثمّن ممثل الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر، سليم محمود، موقف دولتي الجزائر واليمن تجاه القضية الفلسطينية، عبر محاولة الضغط بشتى الوسائل المتاحة ضد حكومة الاحتلال، معتبرا أن المبادرة الجزائرية قد لاقت تأييدا واسعا من طرف كل أحرار العالم، بعد أن وجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، طلبا من أجل رفع دعاوى قضائية ضد قادة الكيان الصهيوني.
وأوضح سليم محمود، لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، أن وقف الحرب مرهون بالتفاوض مع المقاومة الفلسطينية، والاستجابة لمطالبها المتمثلة أساسا في تبييض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين، مبرزا في الوقت نفسه، أن المحكمة الجنائية لن تتخذ أي قرار إلا بإيعاز من أمريكا باعتبارها هي من تدير خيوط اللعبة.
نثمّن الدور الجزائري في محاولة إدانة الكيان الصهيوني
وثمّن ضيف المنتدى، الدور البارز الذي لعبته الجزائر والرئيس عبد المجيد تبون، بعد الإعلان عن المبادرة الأولى من نوعها كرئيس دولة وخاصة في الوطن العربي، بعد الطلب من المحامين والقضاة والأحرار والمجتمع المدني بتقديم دعاوى قضائية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة زعماء الكيان الصهيوني على إجرامهم وحربهم ضد الفلسطينيين.
وأضاف محمود، أن هذه المبادرة قد أتت في وقتها المناسب وقد لاقت تأييدا من أحرار العالم، معتبرا أن الجزائر قد عودتنا على وضع رؤيتها وامكانياتها لنصرة القضايا العادلة عبر العالم. وأكد ممثل الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر، أن المبادرة الجزائرية طبقت فعلا في مؤتمر المحامين، خلال لقاء دام 10 أيام، تم فيه جمع محامين العرب ونقابات عربية التي تضم حوالي مليون محامي في الوطن العربي، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر شكل لجنة لوضع الأسس والاثباتات التي تدين قادة الكيان الصهيوني بغية تقديمها أمام المحكمة الجنائيه باعتبار أن هذه الجريمة التي قام بها الكيان الصهيوني هي جريمة كاملة الأركان تتمثل في إبادة جماعية وتطهير عرقي.
وقف الحرب مرهون بالتفاوض مع المقاومة
وكشف ممثل الحقوقيين الفلسطينيين، أن وقف الحرب مرتبط بالتفاوض مع المقاومة الفلسطينية والالتزام بشروطها المتمثلة أساسا في تبييض سجون الاحتلال من أسرى المقاومة والمعتقلين الذين يتلقون أبشع صور التنكيل والقتل داخل السجون الكيان الصهيوني الغاشم.
كما أبرز الضيف، أن الاعتقالات التي طالت حوالي 3500 شخص في الضفة الغربية، منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في حين أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال فاقت حوالي 5000 شخص، مما يعني أن عدد الأسرى داخل السجون قد بلغ اليوم حوالي 9000 شخص، وهذا يعد بمثابة تحايل على المقاومة في مفاوضات تبادل الأسرى، حيث أنها أرادت توجيه رسالة للمقاومة بأنها لن تقبل أبدا بتبيض السجون من الأسرى الفلسطينيين.
استبعد صدور قرار يدين قادة الاحتلال الصهيوني
واستبعد محدثنا، تحرك المحكمة الجنائية الدولية لإدانة جرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، بحكم أن الولايات المتحدة الأمريكية، لن تتوانى في تعطيل أي عمل قد يدين الاحتلال الصهيوني أو أحد قادته.
في وقت شدد ضيف المنتدى، على ضرورة تقديم الإثباتات لهذه المحكمة، مهما كانت الظروف، مبرزا أن كريم خان المدعي العام للجنائية الدولية، جاء لرفح ولم يسمح له بالدخول لفلسطين، وقد بدت عليه علامات الإحراج وهذا يعتبر أمرا مساعدا لنا في حربنا القضائية ضد الاحتلال، ونفس المصير قد لاقاه الأمين العام للأمم المتحدة كوتريش وهذا يصب في مصلحتنا. وذكر ممثل المحامين الفلسطينيين بالجزائر، بما قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية التي قدمت سابقا قبل أربع أو خمس سنوات دعاوى قضائية ضد قادة الكيان الصهيوني، بتهم ارتكاب جرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية، حينما كانت المدعية العامة لهذه الهيئه بن سودا، وتم إجراء تحقيقات لمدة خمس سنوات، وخرجت بنتيجة مفادها أن هناك قانون وطني في إسرائيل وهو قانون عالمي بأن الصهاينة يحاكموا أي مجرم من داخل الكيان حتى تنتهي التحقيقات في داخل المحاكم الصهيونية، وطبعا كلنا يعلم بأن قادة الكيان الصهيوني لا يجرون أي تحقيق وهم يمارسون سياسة التماطل والتعطيل وهذا خدمة للأجندة الصهيونية العالمية. وتابع محدثنا قائلا: “لا نتوقع صدور أي قرار ضد قادة الكيان الصهيوني من طرف المحكمة الجنائية الدولية وفي حال صدور قرار وهذا أمر مستبعد فإن أمريكا ستمنع تنفيذه بأية وسيلة ممكنة”.
المجتمع الدولي الجائر يدير ظهره لأبناء غزة
وتطرق ضيف المنتدى، إلى غياب العقلانية لدى هذه الهيئات الدولية وتطبيقها لسياسة الكيل بمكيالين في تعاملتها، خاصة وأننا قد لاحظنا ما جرى في حرب روسيا أوكرانيا وتحرك العالم الغربي بأسره ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لتنفيذ إملاءات الغرب، وعقدها لقاء في ظرف أسبوعين وأصدرت حكم ضد رئيس فيدرالية روسيا فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وإصدار مذكرة اعتقال ضده في حال نزوله في الدول المنضوية تحت غطاء المحكمة الجنائية الدولية. وفي ذات السياق قال محدثنا، إن المبادرة الجزائرية أتت بثمارها بعد قيام الكثير من الدول المنضوية في غطاء الجنائية الدولية برفع دعوات قضائية ضد قادة الكيان الصهيوني على غرار دولة بوليفيا، جنوب إفريقيا، الشيلي بنغلاديش، جزر القمر، كولومبيا …الخ، واعتبرت -يضيف محدثنا- أن هذه حرب ضد الإنسانية وموثقة بالصور والفيديوهات وكل العالم شاهد هذه المجازر المروعة، حتى الشعوب الأوروبية قامت ونددت بكل هذا الإجرام.
المحكمة الجنائية لا تتخذ أي قرار إلا بإيعاز من أمريكا
وأردف محدثنا أن المحكمة الجنائية الدولية ستبقى تماطل إلا في حال إيعاز لها من طرف أمريكا، وهذا مستبعد، مبرزا أنه ورغم كل الأدلة والاثباتات، إلا أن القرار الذي يتخذ ضد إسرائيل ستلجأ فيه أمريكا إلى استعمال ورقة الفيتو.
وفي ذات الوقت، اعتبر ممثل الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر، أن طول مدة الحرب على قطاع غزة سببه تورط المجرم نتنياهو في قضايا فساد وتبديد المال العام وهو مدان من طرف الكيان، مبرزا أن وقف الحرب هو بمثابة نهاية لنتنياهو وحكومته، سيما أنه قد طلب قبل أيام فقط تأجيل محاكمته بعد صدور بعض القرارات التي تدينه من طرف القضاء الصهيوني.
الكيان الصهيوني لن يحقق أي إنجاز يذكر
وأكد ذات المتحدث، أن الكيان الصهيوني لم يحقق أي هدف عسكري يذكر لحد الساعة، مشيرا إلى أن المقاومة قد ألحقت هزيمة نكراء لقادة الاحتلال يوم 7 أكتوبر وجعلتهم يدخلون في نوبة هستيرية من الخوف والقلق.
وأشار ضيف المنتدى، إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو هو مهزوم لا محال وسيلقى معارضة شرسة، وانتقادات لاذعة من طرف المعارضين السياسيين فور انتهاء الحرب قبل أن يجر وراء قضبان السجون. واستنكر ممثل الحقيقيين الفلسطينيين بالجزائر، التصريحات غير الأخلاقية التي أطلقها وزير الدفاع الصهيوني، حينما مثل الشعب الفلسطيني بالحيوانات، معتبرا أن هذه عبارات تمثل لسان حال وحقيقة الفكر الصهيوني المتطرف تجاه العرب والمسلمين، ما يعد تجاوزا خطيرا وغير مقبول في الأعراف الدبلوماسية.
الكيان الصهيوني كالسرطان إن لم تحاربه تهلك
وقال محمود سليم، عند نزوله ضيفا على يومية الموعد، أن أوروبا وأمريكا هم من أسسوا هيئات الديمقراطية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن لدى الأمم المتحدة لخدمة مصالحهم فقط والتهجم على كل من يخالف قواعد وقرارات هذه الهيئات من دول العالم الثالث الضعيفة والفقيرة، وكذا الدول العربية والإسلامية، إلا أن دول الغرب وأمريكا غير معنيين بتطبيق قواعد وقرارات هذه الهيئات ويجوز لهم مخالفتها عندما يقتضي الأمر أمام السيطرة والسلب والاستحواذ على خيرات دول العالم الثالث، أمريكا والصهيونية العالمية هم من صنعوا بعض الأنظمة العربية لخدمة مخططاتهم للوصول إلى تحقيق قيام دولة إسرائيل الكبرى، وذلك عن طريق إعادة هندسة الشرق الأوسط واصفا هذا الكيان الصهيوني بالسرطان يمشي وينتشر فوق الأرض إن لم تحاربه سيقضي عليك.
الاحتلال الصهيوني مجبر على الرضوخ أمام مطالبنا
أكد ممثل الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر، أن طوفان الأقصى جاء لفك الحصار الذي أقامه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة ولمدة تفوق السبعة عشرة سنة ولإفشال المخطط الصهيو-أميركي الرامي إلى تهجير الغزاويين من غزة إلى سيناء والاستيلاء على شمال غزة، خاصة وإنهاء القضية الفلسطينية إلا أن فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس، يشير المصدر، قامت بسبق الأحداث لمواجهة الاحتلال الصهيوني وبالتالي إفشال مخطط إفراغ قطاع غزة وضمّه للكيان الصهيوني. وجدد ممثل الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر، التأكيد على انتصار المقاومة في هذه المعركة التي فشل فيها جيش الكيان الصهيوني بتكبده لخسائر كبيرة في جنوده وضباطه وعتاده العسكري من دبابات وجرافات وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي تعد بالآلاف، إلا أن ما يروج له الإعلام العبري الإسرائيلي الصهيوني من أكاذيب بأنه حقق إنجازات وأهداف عسكرية ليس لها شيء من الصحة فهي أقوال وأفكار وهمية. وأضاف نفس المصدر، أن الحقيقة أضحت واضحة لدى الخاص والعام ولدى الرأي العام العالمي.
نحيّي مواقف الجزائر واليمن تجاه القضية الفلسطينية
تأسف ممثل الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر، عن فشل جميع المؤسسات الدولية الأممية والحقوقية والإنسانية والإغاثية في اختراق تعنّت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ولم تتمكن أي مؤسسة من الدخول لمباشرة مهامها في قطاع غزة، باستثناء شاحنات المساعدات الإغاثية محدودة الجدوى. ومن جهة أخرى وفي نفس السياق، صرح ذات المتحدث، أن اشتداد قسوة الحياة على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يلاحقهم القصف والدمار والموت من مكان إلى آخر، وانعدام مقومات العيش والأمن لديهم، إلا أن المقاومة الفلسطينية تكبّد الكيان الصهيوني يومياً خسائر فادحة في القوات والمعدات يعجز عن التصريح بها بدقة، رغم تفوّقه الهائل علي مستوى التسلح وعدد القوات والقدرة التدميرية داعيا في ذات السياق الدول الإسلامية والعربية إلى ضرورة الاستيقاظ وتحرير الضمائر لمواجهة هذا الكيان وقطع كل العلاقات السياسية والتجارية والدبلوماسية مع هذا الاحتلال الإرهابي الجبان المجرم والعمل على الطريقة الجزائرية التي حيّها، محمد سليم، والذي حيّا أيضا، اليمن الشقيق وموقفه الشجاع في محاربة الكيان الصهيوني أينما كان، كما جدد تحيته لموقف الجزائر الثابت نحو القضية الفلسطينية والرامي إلى الوقوف مع فلسطين إلى غاية قيام دولتها وعاصمتها القدس الشريف.
عبد الله بن مهل ــ زهير حطاب