ممثل حركة حماس بالجزائر.. يوسف حمدان يؤكد: الأداء الجزائري الدبلوماسي ينطلق من عقيدة نضالية ومواقف ثابتة

ممثل حركة حماس بالجزائر.. يوسف حمدان يؤكد: الأداء الجزائري الدبلوماسي ينطلق من عقيدة نضالية ومواقف ثابتة

•  ردود الفعل الدولية هي إحدى ارتدادات معركة طوفان الأقصى

•  نرحب بأي مقترح يستجيب لشروط المقاومة المعروفة

•  المعركة التفاوضية لا تقل ضراوة عن المعركة الميدانية

 

أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية بالجزائر “حماس”، الدكتور يوسف حمدان، أن الأداء الجزائري الدبلوماسي يتجاوز المساحات الفنية التقنية وينطلق من عقيدة نضالية وموقف ثابت تجاه نصرة القضية الفلسطينية، مبرزا أن ردود الفعل الدولية تعد إحدى ارتدادات معركة طوفان الأقصى.

وأوضح حمدان، خلال نزوله ضيفا لدى منتدى الموعد، أن الحركة رحبت بما ورد في خطاب بايدن، وأنها ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يستجيب لشروط المقاومة المعروفة، منوها أن المعركة التفاوضية لا تقل ضراوة عن المعركة الميدانية، حيث يرى الجميع المفاوض الفلسطيني، حيث يفاوض ويده على الزناد وأوراق القوة في يده يضغط فيها على الاحتلال.

حماس رحبت بما ورد في خطاب بايدن وستتعامل بإيجابية

وبخصوص بما ورد في خطاب بايدن، أوضح حمدان، أن الحركة رحبت بما ورد في خطاب بايدن وأنها ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يستجيب لشروط المقاومة المعروفة، منوها أن المقاومة ستدرس المقترح التفصيلي وإذا تضمن التزام الاحتلال الانسحاب الشامل والوقف الدائم للعدوان والسماح بعودة غير مشروطة للنازحين، وفتح المعابر لدخول المساعدات ومستلزمات إعادة الإعمار دون قيد أو شرط، فإننا سنكون أمام عملية تفاوض جادة على صفقة تبادل للأسرى، بدون ذلك فسيبقى ما قاله بايدن خارطة طريق تحتاج إلى إطار تفصيلي لا يسمح للاحتلال بالمخاتلة بدماء شعبنا وتضحياته. واعتبر ممثل الحركة حماس بالجزائر، أن إعلان بايدن نفسه عن هذا العرض ونسبته إلى الاحتلال، فيه اعتراف واضح وصريح من الإدارة الأمريكية بفشل مقاربتها في دعم الاحتلال لمواصلة المعركة، مبرزا “فشل الاحتلال في تحقيق أي هدف من أهدافه وكذلك فشله في إقناع حلفائه وشركائه بالاستمرار بمعركة فاشلة بدون أهداف وبخسائر تتوسع لتطال مصالح حلفاء وشركاء الاحتلال وتراكم الخسائر الاستراتيجية للاحتلال، هذا يعني إعلان فشل سياسي وعسكري جديد لواشنطن في المنطقة، وكذلك هزيمة تاريخية للاحتلال ستقضم من عمره وتهدد وجوده في المنطقة”.

الاحتلال يتصرف كدولة مارقة فوق القانون

وبخصوص رفض الاحتلال للانقياد لمختلف المواثيق والقرارات الدولية، قال ذات المتحدث، الاحتلال يتصرف كدولة مارقة فوق القانون واعتاد أن تكون المواقف الدولية بمثابة حزام أمان سياسي وقانوني له على مدار عقود، ولكن خلال الشهور الثمانية الماضية وارتدادات معركة طوفان الأقصى وانكشاف هوية الاحتلال الوحشية وهشاشته الأمنية والعسكرية فقد الاحتلال جزءا كبيرا من هذه المساحة السياسية الدولية والقانونية وبتنا نرى تنامي اعتراف الدول الغربية بالحقوق الفلسطينية ما يقضم بالضرورة من شرعية الاحتلال على أرضنا”.

ندير المعركة التفاوضية بجدية عالية كون عدونا لا يؤتمن

وأفاد حمدان، أن المعركة التفاوضية لا تقل ضراوة عن المعركة الميدانية والجميع يرى مفاوضا فلسطينيا من نوع خاص، يفاوض ويده على الزناد وأوراق القوة في يده يضغط فيها على الاحتلال ويجيد استثمار المعركة الإعلامية وتحشيد جهود وطاقات الأمة لمحاصرة الاحتلال وشركائه في مناطق نفوذ الاحتلال تاريخيا.

كما تابع ضيف الموعد قائلا: “هذا يمثل ضغطاً متزايداً على الاحتلال من الخارج فضلاً عن التدافع الداخلي في الكيان، وبالأساس هو يعاني من حالة الاستنزاف العسكري في ميدان المعركة بغزة أو على الحدود والجبهات المختلفة، نحن متأكدون من أن شيمة الاحتلال وطبعه هو التملص والتهرب ونقض العهود، ولذلك ندير المعركة التفاوضية السياسية بجدية ومسؤولية عالية ونحتاط لشعبنا وتضحياته حتى لا يستطيع الكيان التهرب من التزامات أي اتفاق يمكن الوصول إليه”.

المقاومة تسعى لضمان نجاح الاتفاق قدر المستطاع

وأكد حمدان، أن المقاومة تسعى وتجتهد ليتم ضمان نجاح الاتفاق قدر المستطاع وإلا فلن ترضخ وتكلّ في إذاقة جنود الاحتلال الويلات في الميدان من خلال الاستمرار في الدفاع عن شعبها وحماية مقدساتها وتكبيد العدو الخسائر تلو الأخرى في معركة استنزاف طويلة الأمد لا يقوى عليها الاحتلال. وردا على تواصل صمود الشعب الفلسطيني لأزيد من ثمانية أشهر، أكد حمدان، أن الشعب الفلسطيني البطل سطر ولا يزال، لوحة من الصمود غير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني. واعتبر حمدان، أن طوفان الأقصى مثّل محطة مهمة في خط الزمن لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني من أجل حماية مقدساته وتحرير أرضه وأسراه من سجون الاحتلال، مبرزا حجم القوة التدميرية الهائلة التي قُصفت بها غزة والاستهداف المباشر للمدنيين في بيوتهم وفي أماكن النزوح وفي المستشفيات ووسط خيام اللجوء. وأشار ممثل حركة حماس بالجزائر، إلى أن مؤامرة استهداف الحاضنة الشعبية تتأكد يوما بعد يوم من الجيش الصهيونازي لكسر إرادته ولدفعه للاستلام وإلى لتهجير القسري وكشف ظهر المقاومة، مضيفا أن شعبنا أثبت ولا يزال أنه عصي على الانكسار لا يقبل الاستسلام ولن يسمح للاحتلال بالاستفراد بالمقاومة أو إعادة احتلال أرضنا.

نجدد دعوتنا لأمتنا من أجل الوقوف مع شعبنا المرابط

ودعا حمدان، الأمة الإسلامية والعربية، إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني المرابط وأن تبلسم جراحه وتعزز صموده، سيما وأنه ينوب عن الأمة في الدفاع عن مقدساتها وفي حمايتهم من أطماع المشروع الصهيوني، هذه الإنابة لا تعفي أحداً من المسؤولية الفردية والجماعية تجاه شعبنا البطل الذي تحطمت على صخرة صموده كل المؤامرات والمخططات الصهيونية. واعتبر ضيف المنتدى، أن الدبلوماسية النضالية التي تخوضها الجزائر في المنتظم الدولي، مسار حيوي هام في مسارات المعركة الكلية مع العدو، كونها الغطاء السياسي الذي يتوفر للمقاومة من خلال الدفاع عن الحق الفلسطيني في المنتظم الدولي وفضح جرائم الاحتلال، مؤكدا أن ذلك يعد أمرا هاما لمحاصرة الكيان وعدم السماح له بالافلات من العقاب. وأبرز ضيف المنتدى، أن المقاومة الفلسطينية تتشاطر مع الجزائر تقديرها بشأن الخلل البنيوي الذي يعاني منه المنتظم الدولي ما يجعله عاجزاً عن تحقيق الأمن والسلم الدوليين ويبقيه مرتهنا لإرادة مجموعة من الدول تتعسف في استخدام الفيتو في وجه قرارات ذات مضمون وغايات إنسانية. وأكد ذات المتحدث، أن أي جهد يؤدي إلى اتساع دائرة الاعتراف بالحق الفلسطيني هو مكسب للقضية بغض النظر عن ماهية هذا الحق وموقف الحركة من المقصود بالدولة الفلسطينية وعلاقة هذا التوصيف بالاعتراف بالكيان الذي لا نقر له بأي حق على أرضنا.

الأداء الجزائري الدبلوماسي يتجاوز المساحات الفنية

واعتبر المتحدث، أن الأداء الجزائري الدبلوماسي يتجاوز المساحات الفنية التقنية وينطلق من عقيدة نضالية وموقف ثابت تجاه نصرة القضية الفلسطينية. وذكر ممثل حركة المقاومة الإسلامية، بقرار إبلاغ الوسطاء أنه لا توجد أي مصلحة بالانخراط في مشروع النتن ياهو (المفاوضات من أجل المفاوضات) وإعطائه فرصة لاستخدام التفاوض غطاء لجرائمه التي يرتكبها بحق أطفالنا ونسائنا بكل وحشية. وواصل بالقول: “مع ذلك تفاعلنا إيجابيا مع ما طرحه بايدين مؤكدين على أهمية إعلان الاحتلال موافقته والتزامه بأي مقترح يقدم لنا، وتوفر ضمانات للالتزامه، إذا توفرت هذه الضمانات فسنكون في حالة تفاوض للوصول إلى صفقة تبادل جادة”. وقال المتحدث، أن المقاومة تدرك العوامل المختلفة التي تدفع باتجاه الوصول إلى اتفاق، وعينها على شعبنا الذي ينزف ويتعرض لمحرقة يومية من الجيش الصهيونازي، مؤكدا سعي المقاومة لإيقاف هذا العدوان بالتوازي مع التصدي له وتدفيع العدو ثمن هذه الجرائم من خلال معركة استنزاف عسكرية تدفع الاحتلال للانسحاب عن أرضنا جارّاً أذيال الخيبة والهزيمة.

ردود الفعل الدولية تعد إحدى ارتدادات معركة طوفان الأقصى

وبخصوص ردود الفعل الدولية، كشف حمدان، أنها إحدى ارتدادات معركة طوفان الأقصى التي حررت شباب العالم من هيمنة الصهيونية وسطوة سردية معادات السامية وتأثير اللوبي الصهويني على مفاصل صناعة القرار في المؤسسات الدولية والجامعات الغربية، مضيفا أنها تمثل هزيمة استراتيجية للكيان في مساحات ظل مستفردا بها لعقود. وأكد ضيف المنتدى، أنه قد تمت ملاحظة الجميع بتنامي موجة الاعتراف بالحق الفلسطيني كجزء من التفاعل مع هذا النبض الرافض لجرائم الاحتلال والمتضامن مع الحق الفلسطيني. وبخصوص الحراك الشعبي الدولي، أفاد حمدان أن ذلك يجسد ما أكدته الحركة باستمرار بأن الحراك الشعبي ليس بالضرورة أن يكون في اتجاه مضاد للمواقف الرسمية، بل يمكن أن يكون في اتجاه رافض لجرائم الاحتلال وهذا من شأنه يمثل ضغطا على الاحتلال ويٌرصد من مراكز التفكير وتقدير الموقف ويؤثر في مسارات المعركة السياسية والميدانية، وأضاف بالقول:” إنه يمكن أن يكون في اتجاه تضامني مع الشعب الفلسطيني الذي يذبح في غزة بما يعزز من صمود الناس معنوياً الأمر الذي يمثل بالغ الأثر بالنسبة للشعب الصامد في غزة الذي يرقب أي حراك شعبي متضامن معه بعين التقدير فما تفعله الحالة المعنوية الداعمة لا يقل عما يفعله الدعم المادي المباشر. وختم بالقول: “أن الحراك الشعبي الدولي يمكن أن يكون في اتجاه مؤيد ومساند للموقف الرسمي الداعم لشعبنا والمؤيد لقضيتنا، وأيًا كان مقصد هذا التفاعل الشعبي الدولي في أي مكان، فإننا نعتقد بأهميته وضرورته كجزء من المسارات المختلفة لمعركتنا السياسية والقانونية والإنساينة والإعلامية والميدانية”.