لقد نال الأنصارُ منزلةً عاليةً في الإسلام، فقد امتدحَهم الله في كتابه، وأثنى عليهم، وقارنهم بالمهاجرين؛ فقال ” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” التوبة: 100. وقوله سبحانه ” لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ” التوبة: 117، وأصبح حُبُّ الأنصار من الإيمان، وبغضهم آية النفاق، وقد أحبَّهم النبي صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا، وأحبُّوه حبًّا يندُر مثلُه. ومما يُبيِّن حُبَّه صلى الله عليه وسلم لهم ما قاله: “لولا الهجرة لكُنْتُ امْرءًا من الأنصار، ولو سلك الأنصارُ شعبًا وواديًا، وسلك الناس شعبًا وواديًا لسلكْتُ شعب ووادي الأنصار”، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بُحبِّه للأنصار، فقال: “والذي نفسي بيده، إنكم أحَبُّ الناس إليَّ” رواه البخاري، ومن أعظم وصاياه بالأنصار وهو في مرض موته صلى الله عليه وسلم ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية بردٍ، قال: فصعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: “أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرشي وعَيْبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم” رواه البخاري، وسبب هذه الوصية أنهم بطانة النبي صلى الله عليه وسلم وموضع سِرِّه وأمانته. وقد دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم ولذراريهم بالمغفرة، فقال: “اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار” رواه مسلم.
