خلال البرنامج الفني الذي سطرته العديد من المؤسسات الفنية المخول لها تنظيم مختلف الحفلات والسهرات الفنية خاصة المبرمجة لهذا رمضان، لاحظنا إقصاء تاما للأسماء الفنية البارزة والثقيلة المؤدية للإنشاد الديني، الأمر الذي طرح علامة استفهام كبيرة وأثار استياء منشدينا مثلما جاء في آراء كل من حاورتهم “الموعد اليومي”…
ياسين حموش… عندما تغيب الروحانيات
في السنوات الأخيرة لاحظنا تراجعًا في حضور الإنشاد الديني في البرمجة الرمضانية، حيث تم استبدال العديد من السهرات الروحانية بمحتوى ترفيهي وموسيقي تجاري.
هذا الإقصاء لا يعكس فقط تحولات في سياسات الإنتاج التلفزيوني، بل يعكس أيضًا تغيرًا في اهتمامات بعض المؤسسات والقنوات التي أصبحت تركز على الجوانب التجارية أكثر من الجوانب الروحانية التي تميز الشهر الفضيل.
رغم ذلك تبقى للإنشاد مكانته الراسخة وجمهوره الوفي، والدليل على ذلك هو الانتشار الكبير للأناشيد عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. الإنشاد ليس مجرد فن بل هو رسالة وقيمة ثقافية وروحية تعبر عن هويتنا وتاريخنا، وأعتقد أن مسؤولية إعادته إلى الساحة الإعلامية تقع على عاتق الجميع من منشدين ومنتجين وإعلاميين لإبراز جمال هذا الفن وأهميته في رمضان وخارجه.
نحن كمنشدين مستمرون في تقديم رسالتنا بكل حب وإيمان وسنعمل دائمًا على إيجاد الطرق التي تتيح لهذا اللون الفني أن يصل إلى الجمهور، سواء عبر التلفزيون أو عبر الوسائل الرقمية الحديثة… ورسالة أخيرة نقدمها خاصة للمنشدين المحترفين في الجزائر، “قيموا فنكم وقيموا أنفسكُم تقيّمكم المؤسسات الفنية وغيرها”.
حسان دحمان… العقلية الربحية تربعت على كرسي برمجة الحفلات
فيما يخص الانشاد أو الفن الملتزم الأصيل الذي لم يعطَ حقه كما ينبغي، حيث أصبح محصورا في المناسبات فقط، ومع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة حتى في المناسبات الدينية والوطنية أصبحنا نفتقر للدعوات من بعض المؤسسات الفنية التي تبرمج الأمسيات والحفلات، ويبقى السؤال مطروحا لماذا هذا التهميش والاحتقار وعدم المبالاة بالمنشدين أصحاب الكلمة الهادفة والنقية، صراحة تغلب الفن الماجن والمحتوى الدنيء على الفن الأصيل وتربع على كرسي البرمجة في كل المناسبات والمحافل تقريبا، وأصبحت الكلمة النقية في الحضيض لا اهتمام ولا تقدير ولا دعم ولا انصاف، أتمنى من الجهات الوصية أن تنظر للفن الملتزم بجد وتعطيه حقه كباقي الفنون من جميع النواحي خاصة البرمجة.
فاروق تايري… هذا ما نتج عن إقصاء المنشدين من البرمجة هذا رمضان
إن الإنشاد فن ورسالة وإرشاد يعالج الكثير من القضايا والمواضيع، وفي هذا الشهر الفضيل الذي من المفروض أن يكون للمنشدين والفرق الإنشادية حضور معتبر في مختلف المهرجانات والسهرات الفنية على مستوى القطر الوطني، نجد غيابا لهذا اللون في إعلامنا الرسمي والخاص وحتى في البرامج التلفزيونية عدا بعض القنوات.
والمؤسف أن تجد بعض البرامج والمسلسلات تعكر صفو المشاهد في هذا الشهر الكريم المبارك، فما أحوجنا إلى برامج دينية وأعمال فنية ذات قيمة وجودة تفيد البلد والعباد وتعطي لرمضان الفضيل روحانيته ومكانته.
أسامة براهمي… إقصاء المنشدين في المناسبات الدينية هو إقصاء لفن حسن التذوق
عندما يغيب الوعي وتنعدم روح الايمان، نفتقد إلى الأجواء الروحانية المفعمة بالنشيد والمدح، فغياب المنشدين من غياب فن حسن التذوق، وهنا تكمن المشكلة حتى أصبح الفن شبيها بالتسوق خاصة في هاته الأيام المباركة من الشهر الفضيل، فعسى أن يغير الله من حال إلى حال وذاك ما نتمناه وما نصبو إليه، فالإنشاد فن قائم بذاته فيه الكثير من الجوانب الأكاديمية الجدية التي تميزه عن باقي الفنون الأخرى.
كلمتهم: حاء/ ع