الإسلام هو الدِّين الذي ارتضاه الله لخَلقِه، فهو رسالة الأنبياء والمُرسَلين، وهو نهج الأولياء والصالِحين، ولكن السؤال: لماذا يكون الإسلام منهجًا لحياتِنا؟ ذلك للأسباب الآتية:
– الإسلام دين الفِطرة: وذلك يتَّضح مِن آيات القرآن الكريم: ” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ” الروم: 30، ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما مِن مولود إلا يُولَد على الفِطرة، فأبَواه يُهوِّدانه ويُنصِّرانه ويُمجِّسانه؛ كما تُنتَج البَهيمةُ بهيمةً جَمعاء، هل تُحسُّون فيها مِن جدعاء؟ “، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: “واقرؤوا إن شِئتُم: ” فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ” الروم: 30. رواه البخاري. فالإسلام هو دِين الفِطرَة، الذيتَستَشعِر النفسُ في تعاليمه السَّعادة، والأمن والأمان، والسَّكينة والطُّمأنينة، والحَياة الطيِّبة.
– الإسلام دين الحضارة والتقدم: أنقَذت الحضارة الإسلامية العالمَ مِن ظُلمات الجهل والتخلُّف والانهيار الأخلاقي والقِيَميِّ التي سادَت العالم قبل الإسلام بعدة عُقود، وقد استمدَّت الحضارة الإسلامية أصولَها ورَوافِدَها مِن القرآن الكريم والسنَّة المُطهَّرة، ثم بانفِتاحِها على شُعوب الأرض جميعًا، لا تُفرِّق بين لَون أو جنْس أو دِين، وكان فيها مِن الخَصائص المميَّزة ما أهَّلها لأن تحتلَّ مكان الرِّيادة في العالم.
– عالمية رسالة الإسلام: تتَّسم رسالة الإسلام بسَعة أُفقِها ورسالتها العالميَّة، وقد وضَح ذلك في إعلان القرآن الكريم وحدَة النَّوع الإنساني، رغْم تنوُّع أَعراقِه ومَنابتِه ومَواطِنه، وذلك في قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” الحجرات: 13. وصِبغَة العالميَّة هي التي تُرسخ وتؤصِّل لقِيَم الحقِّ والخير والعدل والمساواة بين الناس جميعًا، دون النظر إلى ألوانِهم أو أجناسِهم، فلا تؤمن بنظرية التفوُّق العُنصريِّ أو الاستعلاء الجِنسي؛ فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين جميعًا.
– التوازُن والوسطيَّة: التوازُن بين مُتطلبات الرُّوح ومُتطلبات المادة، التوازُن بين أفكار الإنسان وخيالاته، التوازُن بين علوم الشرع وعلوم الحياة، التوازُن بين الدُّنيا والآخِرة، التوازن بين المثاليَّة والواقعيَّة، التوازُن بين الحُقوق والواجبات، التوازُن بين النزعة الفردية والمَصلحة الاجتماعيَّة؛ قال تعالى ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ” البقرة: 286، وقال تعالى: ” وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ” القصص: 77، وهكذا اتَّسمتْ حضارة الإسلام بالتوازُن والوسطية.
الكاتب علي بن عبد العزيز